محمَّد بن موسى بن عيسى كمال الدين، ولد الدميرى بالقاهرة عام ٧٥٠ هـ الموافق ١٣٤٩ م (على أن هذا التاريخ مشكوك فيه). وتوفي بها عام ٨٠٨ هـ (١٤٠٥ م)، وهو ينتسب إلى دميرة البحرية لا إلى دميرة القبلية، وهما بلدتان بالقرب من سمنود في الدلتا (الخطط الجديدة، جـ ١١، ص ٥٩). وكان الدميرى شافعى المذهب، تتلمذ على بهاء الدين السبكى المتوفي عام ٧٧٣ هـ (Brockelmann جـ ٢، ص ١٢) وكان تابعه، كما تتلمذ على جمال الدين الإسناوى المتوفي عام ٧٧٢ هـ (Brockelmann جـ ٢، ص ٩٠) واشتغل الدميرى بادئ الأمر خياطا ليقوم بأود نفسه، ثم أصبح فقيهًا محترفا، ونال شهرة في تدريس التفسير والحديث والفقه والفلسفة والأدب بالقاهرة في حي الأَزْهَر، وفي جامع الظاهر، وفي الحسينية وغيرها. وكان يعقد حلقة لتدريس الدين (ميعاد) في مدرسة ابن البقرى داخل باب النصر، وقد اختاره لذلك مؤسس هذه المدرسة (خطط المقريزى، الطبعة الأولى، جـ ٢، ص ٣٩١ = الطبعة الثَّانية، جـ ٤، ص ٢٣٦). وعُهد إليه أَيضًا بإلقاء درس في الحديث عقد في قبة خانقاه بيبرس الجاشنكير (المقريزى، الطبعة الأولى، جـ ٢، ص ٤١٦ = الطبعة الثانية، جـ ٤، ص ٢٧٦؛ ابن شهبة: الطبقات في Wustenfeld: Aerzte ص ١٧)، وقد أدى الدميرى فريضة الحج عدة مرات، وقام بالتدريس في مكة. وذكر أحد تلاميذه أنَّه استمع إليه داخل الكعبة، واشتهر الدميرى بزهده ومواعظه بصفته أحد صوفية الخانقاه بدار سعيد السعدا