للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحكم الأول]

ابن هشام: الأمير الأموى الثالث من أمراء قرطبة (عام ١٨٠ - ٢٠٦ هـ = ٧٩٦ - ٨٢٢ م) وقد شن حروبًا مستمرة دامت نحوًا من العشرين عامًا على دعاوى الفقهاء وعلى من حرضهم هؤلاء على الفتنة وبخاصة كبيرهم يحيى بن يحيى؛ وأخمد الحكم الفتنة الأولى بعيد قيامها فى قرطبة عام ١٨٩ هـ (٨٠٥ م) وماردة عام ١٩٠ هـ (٨٠٦ م) واستولى آخر الأمر على طليطلة بخدعة حربية وبفضل خيانة حاكمها عمروس، وكانت قد حصنت تحصينًا قويًا، كما كانت تجاهد فى سبيل نيل استقلالها؛ إلا أنه قامت فى قرطبة فتنة عامة أخرى أشد خطرًا من الأولى فى شهر رمضان عام ١٩٨ هـ (مايو عام ٨١٤ م) فى رواية ابن عذارى، وعام ٢٠٢ هـ (٨١٧ م) فى رواية ابن خلدون (انظر Dozy: -Musul mans؛ جـ ٢، ص ٣٥٣ وما بعدها) وقد انتهت هذه الفتنة بتدمير الحكم للربض الجنوبى للمدينة (ومن هنا لُقِّبَ بالربضى)، وإعماله السيف فى جل سكانها وطرد من بقى منهم من الأندلس (حوالى ٦٠,٠٠٠) وقد نزل المنفيون فى مصر ثم فى إقريطش أو فاس ثم قامت فتنة أخيرة فى طليطلة أخمدها الحكم على نحو ما أخمد ما سبقها من فتن، ذلك أنه دمر ربع المدينة عام ١٩٩ هـ (خريف عام ٨١٤ م). وقد ساعدت كل هذه الاضطرابات الداخلية بطبيعة الحال على تقدم أعداء الحكم فى الخارج فأخذ الأذفنش الثانى صاحب أشتورية وجليقية فى توسيع رقعة مملكته جنوبًا وشرقًا، وفقد الحكم برشلونة عام ١٨٥ هـ (٨٠١ م) فقد انتزعها منه القديس لويس حليف الأذفنش، وكان وقتئذ واليًا على أكويتانيا.

[المصادر]

(١) ابن عذارى: البيان المغرب؛ جـ ٢، ص ٧٠ - ٨٢ (ترجمة Fagnan, جـ ٢، ص ١٠٩ - ١٣٠).

(٢) المقرى؛ جـ ١، ص ٢١٩ - ٢٢٢, انظر الفهرست والمقدمة، ص ٣٤.

(٣) ابن خلدون: العبر (طبعة بولاق)؛ جـ ٤، ص ١٢٦ وما بعدها.

(٤) E. Fagnan: ابن الأثير Annales du Maghreb et de I'Espagne؛ جـ ١, ص ١٥٤ - ١٧٩.