بعد بضع سنوات إلى المدينة ومعه ولده عبد اللَّه الذى اشتهر بالكرم والسخاء حتى لقب ببحر الجود. ولا يعرف عنه أنه قام بدور بارز فى مجريات الأحداث السياسية رغم ظهور اسمه فى التاريخ بين حين وآخر زمن على بن أبى طالب وبعد موته. ولما حاول معاوية إثارة الشك فى قيس بن سعد حاكم مصر القدير، ليزلزل من قدره فى نفس على الإمام، كان عبد اللَّه بن جعفر ممن أشاروا على على بتنحية قيس فجازت الحيلة على على فأقدم على خطوة ضارة إذ نحاه واختار مكانه محمد بن أبى بكر وكان ذلك سنة ٣٦ هـ (٦٣٦ م). وحدث فى أعقاب تولى يزيد الخلافة سنة ٦٠ هـ أن استدعى شيعة الكوفة الحسين بن على لمبايعته بالخلافة فقام عبد اللَّه بن جعفر ومعه آخرون بمحاولة صرفه عن الإقدام على هذا العمل فلم يفلحوا.
ويؤرخ الناس وفاة عبد اللَّه ابن جعفر بسنة ٨٠ أو ٨٥ و ٨٧، و ٩٠ هـ (ولكن ابن الأثير يؤكد فى كتابه أسد الغابة أنه مات سنة ثمانين عام الجحاف بالمدينة وكان أميرها يومذاك أبان بن عثمان فحضر غسله وكفنه).
[المصادر]
(١) الطبرى: تاريخ الرسل والملوك، ليدن ١٨٧٩ - ١٩٠١، الجزء الأول، ص ٣٢٤٣, الجزء الثانى، ٣
(٢) Lamments: Etudes sur le regne du Calife omaiyade Mo'awia ler, in MFOB, Index
د. حسن حبشى [ك. ف. تسترشتين K.V.Zettersteen]
عبد اللَّه بن خازم السلمى
هو عبد اللَّه بن خازم بن أسماء بن الصّلت السلمى البصرى تولى قيادة طليعة حملة عبد اللَّه بن عامر الأولى ضد خراسان سنة إحدى وثلاثين للهجرة (= ٦٥١ هـ) واحتل سرخس، ويقال إنه أخمد ثورة "قارن" سنة ٣٣ هـ، وأنها كانت ولاية ابن عامر الثانية للبصرة عام ٤١ هـ (= ٦٦١ م) خرج عبد اللَّه بن حازم على رأس حملة لاسترداد بلخ وسجستان، ثم ولاية عبد اللَّه بن عامر على مكة فخراسان