للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤثرة فى اقتصاد مصر وفى نظامها الاجتماعى.

وعانت مصر، من طغيان أباطرة بيزنطة، وبخاصة الإمبراطور فوكاس (٢٠٢ - ٢١٠ م). كذلك عانت من ويلات الحرب بين الفرس والروم وشاركت فى نتائجها، وتعرضت من جراء ذلك لغزو الفرس (٦١٩ - ٦٢٩ م). واحتلالهم لها الذى دام لعشر سنوات، استطاع هرقل بعدها أن يستعيدها منهم لتظل مصر ولاية بيزنطية حتى الفتح العربى.

[فتح العرب لمصر]

يقابل الباحث فى دراسة موضوع فتح العرب لمصر الكثير من الصعاب بسبب الروايات المضطربة والمتضاربة عن هذا الفتح فى مختلف المصادر. ولا يتوفر لدينا حتى الآن مصدر شامل يتعامل مع هذا الموضوع. كذلك فإن المصادر البيزنطية، وخاصة تلك التى لثيوفان ونيسيفورس، مصادر غامضة وغير مكتملة. كذلك فإن معلومات الفتح فى المصادر العربية جاءت متناثرة ومحتوية على روايات كثيرة متضاربة. وابن عبد الحكم، صاحب كتاب "فتوح مصر"، هو المؤرخ العربى الوحيد الموثوق فى رواياته.

وأجمعت المصادر على أن فاتح مصر هو "عمرو بن العاص"، الذى وصل إلى مدينة العريش فى العاشر من ذى الحجة ١٨ هـ/ ١٢ ديسمبر ٦٣٩ م، وكان جيشه يتألف من حوالى ٤٠٠٠ مقاتل، كان غالبهم من الفرسان. ومن العريش توجه عمرو إلى ميناء بليزيوم (الفرما)، الذى سقط فى يده بعد حصاره لمدة شهر. وبعد ذلك اتجه عمرو إلى بلبيس، مفتاح الطريق إلى مصر، منذ قديم الأزل، وسقطت فى يده بعد شهر من الحصار. وتوقف عمرو بعد ذلك بقواته عند حصن بابليون المنيع، وطلب مددًا من الخليفة عمر، الذى أرسل له حوالى ٤٠٠٠ رجل تحت قيادة الزبير بن العوام وعند عين شمس، وقعت معركة بين العرب وجيش البيزنطيين فى يوليو ٦٤٠ م، لقى فيها البيزنطيون هزيمة ساحقة.

وكان عمرو بن العاص قد أخذ فى التفاوض مع قيرس (المقوقس) حاكم مصر من قبل الإمبراطور البيزنطى بشأن تسليم حصن بابليون، لكن