٢٨٧ هـ/ ٩٠٠ م) يكاد يكون بطلميوسيا بكامله، وهو من هذه الناحية ربما كان يعكس المناخ الهيلنستى الواضح الذى اتسمت به مدارس الفلك والتنجيم السريانية وبصفة خاصة المدارس الحرانية وقد تبنى "كوشيار بن لبان" القيم العددية التى توصل إليها البتانى، مع أن كوشيار كان بصفة عامة من تابعى "أبو معشر" فى أعماله التنجيمية، والمرء يشك فى أن هذا التأثير يمكن تتبعه إلى أزياجه. و"الزيج الكبير الحاكمى" الذى وضعه ابن يونس حوالى عام ٣٨٠ هـ/ ٩٩٠ م فى القاهرة ذو أهمية فائقة نظرا لما يحويه من معلومات تاريخية. كما يعتبر القانون المسعودى الذى وصفه للبيرونى (٤٢١ هـ = ١٠٣٠ م) الذى تتسم أعماله أيضا بأهمية كبيرة نظرا للمعلومات التاريخية التى تضمنها -يعكس كثيرا اهتمام مؤلفه بعلم الفلك الهندى. وأما "الزيج السنجارى" فقد وضعه الخازنى فى إيران حوالى ٥١٤ هـ/ ١١٢٠ م ترجمت خلاصته إلى اليونانية على يد "جريجورى خيونيادس Gregory Chioniades الذى ترجم أيضا "زيج العلائى" للفهاد)، وظل الخازنى -برغم اهتمامه بنظرية الدورات الهندية لأبى معشر- يواصل الحساب وفقا للتراث البطلميوسى.
[تراث السندهند]
وضعت أسس هذا التراث فى مصنفات "الفزارى" ويعقوب بن طارق" التى امتزجت فيها كما رأينا عناصر ساسانية وإغريقية بأخرى هندية. وأقوى ممثلى هذا التراث أثرا هو "زيج السندهند" للخوارزمى الذى وضع حوالى عام ٢١٥ هـ/ ٨٣٠ م؛ والذى لم تبق من نصه الأصلى سوى نتف وإن كان لدينا ترجمة لاتينية للنص الذى راجعه "المجريطى" فى قرطبة حوالى ٣٩٠ هـ/ ١٠٠٠ م، والمترجم هو "أديلارد الباثى Adelard of Bath".
ولدينا شروح على زيج الخوارزمى كتبها "المنصور" حوالى عام ٢٦١ هـ/ ٨٧٥ م و"ابن المثنى" فى القرن الرابع الهجرى (وهذا الشرح بقى محفوظا