للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحيرة، وتسببت السيول فى هدم بعض الأبنية، وفى عهد عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه، تم تشييد سد على أحد هذه المسيلات لحماية المدينة من السيول (فتوح البلدان للبلاذرى) وسجلت كتب التاريخ حدوث فيضانات مدمرة فى أعوام ٤٠ هـ/ ٦٦٠ م و ١١٦ هـ/ ٧٣٤ م, و ١٥٦ هـ/ ٧٢٢ م. ومياه بعض العيون والآبار مالحة لا تستساغ، لذا فقد أمر عدد من الولاة والحكام بمد قنوات لمد المدينة بالمياه المستساغة من آبار وعيون تقع إلى الجنوب منها. وتتكون تربة المدينة من رمال مالحة وكلس وطمى طفلى، وهى تربة خصبة خاصة فى الأنحاء الجنوبية، وكانت المدينة معروفة بنخيلها الوافر منذ ما قبل أيام محمد صلى اللَّه عليه وسلم، كما كانت معروفة بزراعة الحبوب، وبعد ذلك عرفت المدينة زراعة البرتقال والليمون والرمان والموز والخوخ (الدرّاق) والمشمش، وشتاء المدينة بارد قليل مطره، وصيفها حار لكنه قلما يكون محرقًا ممعنًا فى قسوته. وكان هواؤها فى أزمنة مضت منعشًا. لكنه -فيما يقول البلاذرى- سبب للحمّى (Wensinch: Mohammed en de Joden, ٣١ Goldzihen, Muh. stud. II. ٢٣٤) وكان الأمويون يسمونها (الخبيثة) وهذا اللفظ مقابل (معاكس) للاسم الذى أطلقه الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وهو طيبة (١) (Goldziher. op.cit,II).

[تاريخ المدينة حتى سنة ١٩٢٦ م]

كانت تسمى قبل الإسلام يثرب رغم أن السمهودى يذكر أن (يثرب) كانت تطلق -فقط- على جزء من الواحة. وقد ورد اسم يثرب فى القرآن الكريم مرة واحدة {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا. . .} سورة الأحزاب الآية ١٣. وقد أشار بطلميوس وستيفانوس Stephanus إليها باسم يثريبا Iathrippa، كما وردت فى


(١) ربما كان هذا اللفظ القبيح الذى أطلقه الأمويون -إن صحت الرواية- مرتبطًا بظروف سياسية معينة، وانقهى اللفظ القبيح بعدها, لأن المدينة المنورة طيبة الطيبة تحظى بكل الاحترام والحب من كل المسلمين الذين يُرددون ذكرها بقولهم "على ساكنها أفضل الصلاة والسلام" المترجم