للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الضمير]

مصطلح من المصطلحات فى قواعد اللغة العربية. والحق إن عبارة "الضمير" أو "المضمر" تتضمن معنى "الاسم الضمير أو المضمر" ويقابل "الاسم الظاهر أو المظهر" وهو: "الاسم الذى يتميز تميزا لا لبس فيه بالصفة؛ والضمير ليس فى حقيقته كذلك بل هو يستغنى عن الصفات لأن الأحوال المقترنة بها تغنى عنها" (انظر Kleine Schrif: Fleischer، جـ ١، ص ١٦١).

ولهذا فإن سيبويه لا يسميه الضمير أو المضمر بل علامة المضمر أو علامة الإضهمار (انظر على سبيل المثال: سيبويه، طبعة درنبورغ، جـ ١، ص ١٨٨، س ٤؛ ص ٣٢٩، س ٢٠) (١).

وتنقسم الضمائر فى المصنفات المتأخرة لقواعد اللغة العربية، التى يعد كتاب "المفصّل" للزمخشرى عمدتها، إلى ضمائر منفصلة وضمائر متصلة، والأولى هى الضمائر المستقلة أو المنفصلة وهى أنا وأنت وهو الخ؛ أما الأخرى فتنتظم أصلا الضمائر المتصلة التى تلحق بأواخر الكلمات فى جميع الحمالات الثلاث (فعلنا، دارنا، رآنا)، وكذلك تنتظم المقدرة وجودا فحسب، مثل الضمير "هو" فى الفعل "فَعَل" ونحوه. ويسمى هذا النوع الأخير من الضمائر باسم "المستتر" فى مقابل اللاحق بآخر الكلمة الذى هو حقا "بارز" وإن كان منفصلا. ومن بين صور الضمير المستتر: "الضمير اللازم" الذى هو مع ذلك لا يظهر عموما، مثال ذلك فاعل فعل المتكلم والمخاطب.

ولم تكن هذه العبمارات الاصطلاحية قد تطورت بعد عند سيبويه، فهو لا يفرق إلا بين الإضمار المؤدى فى الواقع صوتا (إما بضمير منفصل أو لاحقة) وبين الضمير غير المصرح به (٢) انظر


(١) الاستشهاد الأول من كتاب سيبويه (ص ١٨٨، س ٤): "والإضمار الذى ليست له علامة ظاهرة"، والاستشهاد الثانى (ص ٣٢٩، س ٢): "هذا باب مجرى علامات المضمرين".
(٢) عبارة سيبويه جـ ١، ص ١١٨، س ١ - ٤): "وأما الإضمار فنحو: هو وإياه وانت وأنا ونحن وأنت وأنتم وهم وهى, والتاء التى فى فعلت قولك: فعلتما وفعلتم وفعلتن، أو الواو التى فى فعلوا، والنون والألف اللتان فى الاثنين والجميع، والنون فى فعلن، والإضمار له علامة ظاهرة".