تكاد تكون المدارس فى القاهرة فى العصر العثمانى غير موجودة. وقد وصفت كل من التكية السليمانية - ٥٩٠ هـ ١٥٤٣ م) وتكية وسبيل السلطان محمود (١١٦٤ هـ/ ١٧٥١ م) فى النص التأسيسى لهما بأنهما مدرستان ولا نعرف غيرهما، وهاتان المنشأتان مطابقتان لتخطيط مدارس استانبول مع وجود حوش مرتفع يحيط به عقود مع ايوان محورى بارز يستخدم كمصلى، وتوجد تكية خاصة بالطريقة الولوية متصلة بمدرسة حسن صدقة (سنقر السعدى) التى ترجع إلى عام ٧١٥ - ٧٢٢ هـ/ ١٣١٥ - ١٣٢٢ م. وآخر تكية موجودة -وترجع إلى العصر العثمانى- هى التكية البكتاشية فى سفح المقطم، وهى ترجع إلى بداية القرن العاشر الهجرى/ السادس عشر الميلادى والتى قد تكون لها أهمية كبيرة وإن لم تتم دراستها.
أما العمارة الداخلية والتجارية فلم يحدث فيها أى تغيير يخالف ما كان فى الفترة المملوكية، والتغيير المعمارى الكبير الذى طرأ عليها لم يحدث إلا ابتداء من عصر محمد على.
د. أيمن فؤاد سيد [ج. م. بروجوز J. M. Rogers]
[المدينة الحديثة]
بدأت القاهرة الحديثة فى التكون منذ عهد محمد على (١٨٠٥ - ١٨٤٩ م) الذى ترجع إلى عصره بدايات التنظيمات الحديثة المتواضعة. وتمثل فترة حكم الخديوى إسماعيل (١٨٦٣ - ١٨٧٩ م) نقطة تحول فيما يخص العمران المدنى والصحافة ومولد الوطنية المصرية. وفى خلال هذه السنوات بدأت القاهرة تأخذ مظهر المدينة الحديثة. وقد جذب افتتاح قناة السويس فى نوفمبر ١٨٦٩ م انتباه العالم كله إلى مصر، وأضحى التحكم فى هذه المنطقة من العالم الورقة الرابحة فى الصراع من أجل الهيمنة العالمية فكانت المرحلة الأولى للتدخل الأجنبى بحجة ديون الخديوى، ثم أدت بعد ذلك إلى الاحتلال البريطانى (١٨٨٢ م).
وفى خلال هذه الأحداث نمت المدينة وبدأت تعرف الخدمات العامة ودخول