للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الصيام، لأنه قال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، فيفرغ للصائم جزاؤه إفراغًا ويجازف جزافًا فلا يدخل تحت وهم وتقدير (١٢٥). وقد جاء فى الحديث: "للجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون، وهو موعود بلقاء اللَّه تعالى فى جزاء صومه" (البخارى: كتاب الصوم، باب ٤؛ مسلم كتاب الصيام، حديث رقم ١٦٦. . . الخ) وفى الحديث أن للصائم فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه (البخارى: كتاب التوحيد باب ٣٥؛ أحمد ابن حنبل، جـ ١ ص ٤٤٦. . . إلخ).

ولا يصح للصائم أن يفرط فى هذه الفرحة لأن له الحق فيها. والصائم ليس بحاجة إلى الصوم بعد الغروب، لأن "نوم الصائم عبادة" (١٢٦).

[المصادر]

قد زودنا جوينبل W.Juyntoll بموجز لأحكام الصوم فى الفقه عند الشافعية وذلك فى كتابه; Handbuch des islami schen Gesetzes، ليدن - ليبسك ١٩١٠، ص ١١٣ وما بعدها (بالهولندية، ليدن ١٩٠٣ و ١٩٢٥: ويجد القارئ فى طبعة عام ١٩٢٥ أحدث المراجع)؛ والمراجع الكبرى هى الكتب الخاصة بالتصوف فى كتب الحديث والفقه والاختلاف. وفيما يتعلق بالحديث انظر كتاب Handbook of Early Muhammadan Tradition alphabetically arranged: A. J. Wensinck، ليدن؛ وكتاب إحياء علوم الدين للغزالى، طبعة القاهرة بدون تاريخ، جـ ١، ص ٢٠٧ - ٢١٤.

أبو ريدة [بيرك C.C.Berg]


(١٢٥) ذكر كاتب مجمل معنى الأحاديث ودكر جزءًا منها فقط وأجمل أيضًا فى بيان موضوع الكلام فجئنا بالأحاديث كاملة ونقلنا عن الغزالى مفصلا ما ذكره كاتب المادة مجملًا.
(١٢٦) من السنة تعجيل الفطر، فلا يبقى الإنسان صائما بعد الغروب، لكن حديث "نوم الصائم عبادة" فيه نظر ولا شك أن المقصود من القول بأن نوم الصائم عبادة هو إنه بنومه فى أثناء النهار يبعد نفسه عن كثير من الأشياء التى تضير بالصوم أو تكدره. وهذا لا يصح أن يكون مبررًا لكثرة النوم بالنهار لأن من آداب الصوم عدم الإكثار من النوم نهارا إبقاء لليقظة بالذكر والفكر والشعور بكف النفس عن الشهوات، وإذا كانت قلة النوم نهارًا من آداب الصوم فهى فى الليل أحرى.