الفرسان، وقد استطاع معز الدين ببراعته أن يستبقى هذه الطوائف المختلفة على وفاق فيما بينها لكن حدث الانشقاق والشقاق بعد موته إذ مالت القوات الغورية إلى أن يخلفه فى السلطنة واحد من الفرع الباميانى وتحققت رغبة هذا الفريق فتولى بهاء الدين سام، ثم خلفه بعد موته عام ٦٠٢ هـ (= ١٢٠٥ م) ولداه علاء الدين وجلال الدين. أما الغلمان الأتراك فكانوا يميلون لابن أخيه غياث الدين محمود الذى استطاع فى النهاية أن يتغلب على ضياء الدين حاكم غور، مرشح طائفة الكرَّامية المحليين، وحدث فى الأقسام الشرقية الامبراطورية أن قام القائد التركى تاج الدين يلدز واستولى على غزنة وتملكها، فلم توات الشجاعة غياث الدين محمود على مغادرة "فيروزكوه" والتحرك لقتال يلدز، بل أنه اضطر سنة ٦٠٣ هـ (= ١٢٠٦ م) إلى استدعاء خوارزم شاه والاستنجاد به لطرد يلدز ولتأكيد حقه فى غزنة.
هكذا أصبحت نهاية الأسرة دانية وأصبح آخر السلاطين فى "فيروزكوه"(وأولهم غياث الدين محمود ثم خلفه على التوالى بعد سنة ٦٠٩ هـ/ ١٢١٢ م بهاء الدين سام وعلاء الدين اتسز وعلاء الدين محمد) أقول أصبح هؤلاء السلاطين ألعوبة فى يد الشاه الذى قام أخيرا فى ٦٢١ هـ (١٢١٥ م) بخلع آخر السلاطين فى فيروزكوه. وهكذا تم استئصال شأفة الفرع الباميانى، وإخراج يلذر من غزنة، ولذلك اضحت الآن جميع الأملاك الغورية تحت سيطرة الحكام الخوارزميين باستثناء ما كان موجودا منها فى الهند.
وعلى هذه الصورة انتهت الحقبة التى يمكن تسميتها بالحقبة الغورية فى التاريخ الإسلامى المشرقى، هى حقبة رائعة فى بابها، استطاع الغوريون خلالها أن يصنعوا من "غور" لأول مرة فى تاريخها مركز امبراطورية عظيمة.
الثقافة الغورية: لقد طبعت الامبراطورية الغورية على شدة التمسك بالسنة مما أدى إلى قيام سيف الدين