الشمالية. ثم بدأت تركيا فى تدعيم سيطرتها داخل الأقاليم الشرقية.
وعند نهاية القرن التاسع عشر الميلادى ضُمت الإمارات الكردية (هكارى، وبدليس، والسليمانية) إلى الأراضى التركية بينما ضمت أردلان إلى فارس. لكن القبائل الكردية الكبيرة ظلت باقية. محافظة على العنصر الكردى بخصوصياته الاجتماعية والعرقية.
ولقد قام الأكراد بثورات عديدة فى القرن التاسع عشر، ومع بداية القرن العشرين أضافت حركة كردية عنصرًا جديدًا لعناصر الإثارات القومية فى الإمبراطورية التركية. ولقد جرّت ثورة ١٩٠٨ م الأكراد لعالم السياسة؛ وبدأت الصحف والمجلات والجمعيات الكردية فى التكاثر والازدياد. وخلال الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ - ١٩١٨ م أثيرت فكرة حكومة استقلالية لكردستان من جانب القوى الغربية، لكن الخطة تحققت إلى الآن بشكل جزئى وذلك بإلحاق الولاية القديمة للموصل بدولة العراق.
[كردستان بعد الفتح العربى]
سنجد أنه من المفيد أن نبدأ بجمع المعلومات التى قدمَّها لنا المؤرخون العرب بصدد توزيع القبائل الكردية.
ولم يكن لفظ كردستان معروفًا فى المصادر العربية قبل عصر حكم السلاجقة، وعادةً ما نجد المعلومات عن الأكراد عند المؤرخين العرب تحت عناوين مثل: زوزان، خلاط، أرمينيا، آذربيجان، الجبال، فارس، وغيرها.
و"المسعودى""حوالى" ٣٣٢ هـ/ ٩٤٣ م) و"الاصطخرى"(٣٤٠ هـ/ ٩٥١ م) هما أول المؤرخين الذين أعطونا معلومات مرتبة عن الأكراد. وفى "مروج الذهب"(جـ ٣، ص ٢٥٣) يُعدد المسعودى القبائل التالية: قبيلة الشوهجان فى الدينور وهمدان؛ والماجوردان فى كانجاوور؛ والهاجبانى والسادرات فى آذربيجان؛ والشادانجان فى إقليم الجبال، وغيرها. وقد فعل الإصطخرى الشئ نفسه.