ساعدت على وصوله إلى اتفاق مع الحمدانيين سنة ٣٣٥ هـ فيما يتعلق، بسيطرة الاخشيديين على دمشق، كما استطاع فوق ذلك كله أن يؤجل دخول الفاطميين إلى مصر، حتى لقد قال دعاة الإسماعيلية الفاشلة فى مصر للخليفة الفاطمى فى المغرب -وقد حبطت مساعيهم- (إن الحجر الأسود وكان يقصد به كافورًا الإخشيدى) هو الذى بيننا وبينك (راجع الحنفا، ص ١٤٧).
وعلى الرغم من المشكلات الاقتصادية ونفقات الحكومة الباهظة إلا أن إدارة كافور لم تعمد قط إلى ابتزاز الأموال بالمصادرة، فقد أظهرت عملتها الذهبية -رغم تذبذب وزنها- ثباتًا ملحوظًا إذا ما قسمت إلى نسبة الذهب الحر فيها، ويجب أن ننسب إنجازاته الداخلية إلى كفاءته فى استعمال الأكفاء، أمثال يعقوب بن كلّس.
كذلك ذاعت شهرة كافور فى العالم الإسلامى لرعايته الأدباء والكتاب، وأشهر هؤلاء الشاعر الكبير المتنبى الذى خلد اسم الحاكم "الأسود" فى عدد من قصائده التى نظمها ما بين مدح وقدح فيه، غير أنه يجب أن نقر بفضله فى إنشاء عدد كبير من القصور الفخمة الرائعة، وتشييده الجامعين الكبيرين فى الجيزة والمقطم، وإقامته البيمارستان وزرعه البساتين التى عرفت بالكافورية فى العاصمة، لكن لم يُكتشف حتى الآن ما يدل على إنجازاته العمرانية.
[المصادر]
(١) ابن سعيد: كتاب المغرب فى حلى المغرب.
(٢) ابن خلكان: كتاب وفيات الأعيان، ترجمته De Slane باريس ١٨٤٢ - ١٨٧١ م. ٢/ ٥٢٤ - ٥٢٨.
(٣) ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة جـ ٣ ص ٢١٩، جـ ٤ ص ١ - ١٨.
(٤) المقريزى: الخطط.
(٥) د. حسن إبراهيم حسن: حوليات جامعة فؤاد (١٩٤٢) ٢٣ - ٤٦.