بنى تغلب، فإنه كان فيما يبدو قد رزق عقلا متفتحًا واسع الأفق لا نجده فى قواد الحرب الآخرين، وتفهمًا لصراع الأفكار الكبير الذى كان يؤرق العالم الإسلامى فى ذلك العهد، ولم يكن حدثا يخرج عن المنطق أن نجده على صلة بالصوفى المشهور الحلاج وأن الحلاج أهداه كتابًا له فى السياسة.
ولم يكن حسين بن حمدان هو رأس الأسرة الحمدانية، وإنما كان رأسها أخاه عبد الله أبا الهيجاء، على أن حسينًا كان هو أول عضو فيها أضفى عليها حقًا شرفًا ومجدًا وغرس فيها إظهار شجاعتها وسلطانها ونمى فيها الطموح إلى المجد والسيادة، وكل هذا تشهد به القصائد التى نظمها أبو فراس.
[المصادر]
(١) نجد سيرة لحسين بن حمدان فى ابن عساكر، جـ ٤، ص ٢٩١ - ٢٩٢.
(٢) انظر أيضا تواريخ الطبرى وعريب ومسكويه، وكمال الدين وابن الأثير، الفهارس.
(٣) الدوادارى، ص ٨٠، ٨١.
(٤) أما التفصيلات الخاصة بشأنه فى التاريخ فانظر Histoire: M. Canard de dynastie de la Homdanides جـ ١، ص ٣٥٧ - ٣٤٠، والمصادر المذكورة فى الحواشى.
(٥) القصيدة الكبرى لأبى فراس فى تمجيد الأسرة الحمدانية (طبعة سامى الدهان، جـ ٢، ص ١٠٣ وما بعدها، ١٥٤ وما بعدها) وعليها شروح ابن خالويه على الأبيات التى قيلت فى حسين بن حمدان (سامى الدهان، ص ١٢٦ - ١٣٠، ١٥٠، ١٦٥، ١٦٧). وهذه القصيدة بها تفصيلات لا نجدها فى التواريخ.
(٦) أما شأنه السياسى فى بغداد فانظر Vizrat Abbaside: D. Sourdel ص ٣٧٠ - ٣٧١، ٣٧٣، ٣٨٩، ٤٠٣ - ٤١٣.