Hayek بجمع النصوص المتعلقة بالمسيح وترجمها وبوبها بشكل كامل ونشرها بعنوان le Christ del'islam فى باريس سنة ١٩٥٩ م، والنص العربى لهذا الكتاب نشر فى بيروت سنة ١٩٦١ م بعنوان (المسيح فى الإسلام) وعندما اتصل الصوفية -أخيرًا- بالأناجيل استقوا منها ما يؤكد أفكارهم المتعلقة بالتنسّك والزهد، بل لقد ذهب ابن عربى (المتوفى ٦٣٨ هـ/ ١٢٤٠ م) إلى أبعد من ذلك فذكر أن المسيح هو الذى يستحق بأن يوصف بأنه خاتم القداسة العامة لخلاص معتقده (أمانته) وأنه سيعود بالتأكيد ليحكم العالم بشريعة محمد (صلى اللَّه عليه وسلم).
[الجدل الإسلامى المسيحى حول المسيح]
أدت عقيدة التجسّد والفداء (تخليص البشرية من الخطيئة) التى يعتقدها المسيحيون إلى جدل حاد بين العلماء المسلمين واللاهوتيين المسيحيين. لكن كتابين صدرا فى القاهرة يظهر من خلالهما اتجاه جديد اقترب فيه المسلمون من قضية المسيح (عليه السلام) والكتابان هما عبقرية المسيح لعباس محمود العقاد الذى صدر سنة ١٩٥٢ م وقرية ظالمة للدكتور كامل حسين وقد صدر سنة ١٩٥٤ م. أما كتاب العقاد الذى حقق انتشارًا كبيرًا فقد اقترب من المسيح بكل الاحترام وتناول المسيح كما ورد بالفعل فى الأناجيل وليس كما ورد فى القرآن (الكريم) فحسب، ودافع عن حقيقة الوجود التاريخى للمسيح كما دافع عن الأناجيل باعتبارها المصادر الوحيدة لمعلوماتنا عن المسيح لكن العقاد تعض لنقد من المسيحيين لطريقة تناوله لموت المسيح وفترة الآلام التى سبقته. أما الكتاب الثانى فهو تأملات أكثر من كونه سيرة للمسيح ولم يؤيد المؤلف صلب المسيح ولكنه أيضًا لم يرفضه وإنما ردد قول القرآن الكريم (بل رفعه اللَّه إليه) وهو قول يمكن أن يلقى تفسيرًا مقبولًا لدى المسيحيين.
[المصادر]
لقد أشرنا لعدد كبير من الكتب فى ثنايا المقال، وفى مادة إنجيل يطالع القارئ فى قائمة المراجع كتابات Ahrens و Blachere (ترجمة القرآن) و Fritsch و Goldziher و Henninger و Horovitz