كما تجدر الإشارة إلى معاصرة ابن فارس لمقالته الرائدة فى علم فقه اللغة المسماة "الصاحبى فى فقه اللغة"(نسبة للصاحب بن عباد، الوزير المهدى إليه هذا العمل).
ويتميز القرن الخامس بانحسار فى الكتابات النحوية بعد المد الذى شهده القرن السابق، وليس هناك ما يستحق الإشارة إليه عدا الجرجانى وكتابه "العوامل المائة" والذى ترجم إلى اللاتينية عام ١٦١٧ م.
وشهد القرن السادس عودة الروح للكتابات النحوية، أولا عن طريق الزمخشرى الفارسى وكتابه الموجز والواضح "المفصل" الذى تناوله بالشرح العالم ابن يعيش، ثم فارسى آخر هو "المطرزى" الذى ألف كتابًا استرشاديًا هو "المصباح" وأخيرا ابن الأنبارى العراقى مؤلف "الإنصاف" السابق الإشارة إليه ومختصر عن الأسئلة والأجوبة و"أسرار العربية" و"كتاب لمع الأدلة".
وفى القرن السابع، قام المصرى ابن الحاجب بتلخيص كتاب الزمخشرى فى عملين:"الكافية" فى النحو و"الشافية" فى الصرف قام بشرحهما الفارسى "الأسطرباذى". كما قام ابن مالك بوضع كتابين:"تسهيل الفوائد" وألفيته الشهيرة على غرار ألفية ابن معطى المصرى، كما وضع الأندلسى ابن عصفور كتابين:"المقرب فى النحو" و"الممتع فى الصرف".
وأخيرا، قام ابن هشام من مصر بوضع "شذور الذهب" و"قطر الندى"، وكتابا ثالثا أكثر إسهابا هو "مغنى اللبيب" الذى يعتبر المرجع فى تدريس النحو إلى يومنا هذا فى الجامعات فى البلدان العربية.
[٥ - أقسام العلم]
طبقا لمنهج سيبويه، ينقسم العلم إلى "أبواب" متعددة، يمكن تقسيمها منطقيًا إلى قسمين رئيسيين [النحو والصرف].
ويتناول القسم الأول النهايات الإعرابية لأنواع الكلام الثلاثة: الاسم والفعل والحرف. بحسب بنيتها وموقعها الإعرابى، وهو تسعه أقسام: