للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى شهر ذى الحجة سنة ٥١١ (أبريل ١١١٨) خلف محمود بن محمد أباه على عرش السلاجقة، وكان وقتئذ فى الرابعة عشرة من عمره. وأراد هذا السلطان أن يبحث عن وزير كفء فأشير عليه بأن يختار وزيراً من "تربية دار الخلافة" لأنه لم يكن بين رجال حاشية هذا السلطان الصغير من يصلح لهذا المنصب. ووقع الاختيار على ربيب الدولة، فاستدعى على الفور من

بغداد إلى إصفهان، واثبت أنّه صالح من جميع الوجوه لتولى هذا المنصب الجليل الخطر، وقد أيد هذا القول أيضاً ما جاء فى رواية البندرى. على أنه لم يمكث فى منصبه إلا أمداً قصيراً، إذ توفى فى شهر ربيع الأول عام ٥١٣ (يونية- يولية سنة ١١١٩) وذكر فى رواية أخرى أنه توفى فى سنة ٥١٢ هـ (١١١٨ - ١١١٩ م).

[المصادر]

(١) ابن الأثير: الكامل، طبعة تور نبرغ، جـ ١٠، ص ١١١، ٣٤٩ , ٣٧٣، ٣٨٧، ٣٩٤

(٢) Recueil de textes re-: Houtsma h l'histoire des Seldioucides latifs a ج ٢، ص ١١٥ - ١٢٦.

الشنتناوى [تسترشتين K.v. zettersteen]

[الربيع بن يونس]

ابن عبد الله بن أبى فروة (كنى بذلك لأنه دخل المدينة وعلى ظهره فراء) وهو عتيق الحارث الحفّار (حفار القبور) وكان الحفار مولى لعثمان بن عفان ثم أعتقه. والحق أن الربيع مجهول النسب، وهى حقيقة كثيراً ما عيره بها أعداؤه فيما بعد. وقد ولد رقيقاً بالمدينة حوالى عام ١١٢ هـ (٧٣٠ م) واشتراه زياد بن عبد الله الحارث، وأهداه إلى سيده أبى العباس السفاح أول الخلفاء العباسيين. وأنفق حياته كلها فى خدمة ثلاثة خلفاء آخرين من خلفاء العباسيين، هم المنصور والمهدى والهادى وإن اختلف

حظه مع كل منهم.

وبلغ الربيع أوج سلطانه فى عهد المنصور (١٣٦ - ١٥٨ م) فقد وجد رجلا من بطانته النافعين المقتدرين،