وعلى الأخص تخطيط "القاعة"، ويمكننا مع ذلك أن نقبل بأن العمارة المنزلية وتخطيط المدرسة تطورا بالتوازى خلال الفترة المملوكية. وتوجد مدرستان تحملان نقوشا تثبت أنها كانت دورًا فى الأصل هى: المدرسة الغنامية (٧٧٤ هـ/ ١٣٧٢ م) ومدرسة خُشْقَدَم الأحمدى التى كانت من قبل قصر طشتمر الدوادار (٧٦٨ هـ/ ١٣٦٧ م) ولكن تاريخ تحويلهما إلى مدرسة هو تاريخ متأخر، فالأولى تقريبًا نحو سنة ٨٢٧ هـ/ ١٤٢٣ م، والثانية نحو سنة ٨٩١ هـ/ ١٤٨٦ م.
وكان التحويل بالطبع سهلا فاكتفى بفتح محراب فى جهة القبلة وبناء مئذنة وهما أهم خاصيتين للمدرسة القاهرية.
[الخوانق]
تمتلئ القاهرة المملوكية بمنشآت دينية متصلة بحركة الصوفية: زاوية وخانقاه (جـ. خوانق وخانقاوات) ورباط. والزاوية عبارة عن مبنى صغير يعيش فيه شيخ وبه مساحة تسمح بتَحَلُق عدد من الطلبة حوله، ونادرا ما يكون لها قيمة معمارية، ويذكر كريزويل زاويتين فقط زاوية الآبار المعروفة أيضًا بالخانقاه البندقدارية (شيدت نحو سنة ٦٨٤ هـ/ ١٢٨٥ م) وزاوية أيْدُهُر البَهْلَوان المختلف على تاريخ إنشائها والتى كانت فى الغالب مدرسة.
وترجع أقدم الخوانق فى مصر إلى العصر الأيوبى وهى خانقاه سعيد السعداء والتى كانت جزءًا من القصر الفاطمى ثم حُوِّلَت إلى خانقاه عام ٥٦٩ هـ/ ١١٧٣ م، ويمكن اليوم تحديد موضعها. غير أن المبنى نفسه تَبَدَّل أكثر من مرة بحيث لا يستطيع أن نُكوِّن أى فكرة عن هيئته الأولى. ومن الغريب أنه طوال الفترة الممتدة حتى الفتح العثمانى لا يوجد سوى سبع منشآت نستطيع أن نصفها بوضوح أو ضمنيًا بالخانقاه من خلال اللوح التذكارى لإنشائها وهى: خانقاه بيبرس الجاشنكير (أنشئت سنة ٧٠٦ - ٧٠٩ هـ/ ١٣٠٦ - ١٣٠٩ م) وخانقاه شيخو العمرى (أنشئت سنة ٧٥٦ هـ/ ١٣٥٥ م)، وخانقاه نظام الدين إسحاق