بسجنه فى المدينة، ولما عاد الخليفة للمدينة ثانية بعد أداء الحج سنة ١٤٤ هـ، أمسكوه مع أقارب له وعادوا بهم إلى العراق فأقام فى الحبس حتى مات وهو فى الخامسة والسبعين من عمره، وإن كانت الرواية المتواترة أن المنصور أمر باغتياله فاغتيل.
[المصادر]
(١) الطبرى: تاريخ الرسل والملوك طبعة ليدن، ١٨٧٩ - ١٩٠١، الجزء الثانى، ١٣٣٨.
د. حسن حبشى [ك. ف. تسترشتين K.V.Zettersteen]
عبد اللَّه بن حنظلة
عبد اللَّه بن حنظلة بن أبى عامر الأنصارى أحد رجال الثورة التى اندلعت فى المدينة ضد الخليفة يزيد بن معاوية، وهو ابن الصحابى المعروف بغسيل الملائكة شهيد أحد، ولذلك يعرف عبد اللَّه بن حنظلة بابن الغسيل، ولقد شارك فى سنة اثنتين وستين للهجرة (٦٨٢ م) فى السفارة التى بعث بها حاكم المدينة عثمان بن محمد إلى دمشق لتهدئة الأمور بين ثوار المدينة وبين الأمويين، وأكرم يزيد السفارة إكراما عظيما ولكن رجالها تكلموا كلاما كريها فى حق الخليفة واتهموه بأنه ليس أهلا للخلافة. وعُرف ابن الغسيل بهجومه الشديد على يزيد، فلما جاهر الأنصار بالثورة اختاروه قائدا لهم على حين تزَعَّم عبد اللَّه بن مطيع المهاجرين من قريش، ولذلك اضطر الخليفة لقتال الثوار بعد إخراجهم الأمويين من المدينة، فلما أوشكت سنة ٦٢ هـ (= ٦٨٣ م) على الانتهاء بعث يزيد بالعسكر بقيادة مسلم بن عقبة فاحتل "الحرة" الواقعة شرقى المدينة وبعد إقامته ثلاثة أيام قاتل أهلها وفتك بهم وهزم الخارجين على الخلافة هزيمة ساحقة وذلك فى ذى الحجة سنة ثلاث وستين (أغسطس ٦٨٢ م) وأظهر عبد اللَّه بن حنظلة شجاعة نادرة فى القتال ولكن تناوشته سيوف أهل الشام فسقط فى المعركة فقطع رأسه وحمل إلى مسلم بن عقبة. ويقال إن الخليفة أنعم على قاتليه.