وصلت إلينا) الأثر الوحيد الباقى الذى يشهد على مرحلة الصراع بين الفاطميين والأمويين فى المغرب.
ولذلك بدأت فاس تستيقظ تدريجيًا متأثرة فى ذلك بالحياة الفنية السائدة فى القيروان ثم لم تلبث أن استقبلت هى أيضًا منذ منتصف القرن الرابع الهجرى/ العاشر الميلادى بعض التأثيرات الأندلسية.
[- فى عصر المرابطين]
يمثل عصر المرابطين فترة حاسمة فى التاريخ المعمارى لمدينة فاس.
وعلى الرغم من أن أمراء صنهاجة اتخذوا من مراكش (المدينة التى أسسوها) عاصمة لهم إلا أنهم لم ينسوا مدينة الشمال الكبرى (أى مدينة فاس التى تعد عاصمة شمال المغرب) حيث قام يوسف بن تاشفين بتوحيد العدوتين [أى القرويين والأندلسيين] وجعلهما مدينة واحدةً وبنى فى أعلى نقطة فيها قصبة "بوجلود".
وسرعان ما أصبح يوسف بن تاشفين سيدا [أى أميرًا] على أسبانيا الإسلامية وقد وضع هؤلاء [أى مسلمو أسبانيا] كل خبراتهم الفنية فى خدمة الأمراء الأفارقة.
إن الفن الأسبانى المغربى الذى أصبح النمط السائد فى كل من فاس ومراكش قد محا التأثيرات الإفريقية التى عاشت فى ظلها المدينة حتى ذلك الوقت. وقد أصبحت فاس حاضرةً فنية نتيجة لتمسكها بالتقاليد الفنية التى استمرت حتى الآن.
واتخذ مسجد القرويين صورته ومساحته الحالية على يد الأمير على بن يوسف (ثانى أمراء المرابطين) الذى أمر بالزيادة فيه من جهة القبلة ومن جهة الصحن فضلًا عن إضافة بعض العناصر للأجزاء السابقة.
وقد أُنجزت هذه الأعمال فيما بين عامى (٥٢٩ - ٥٣٦ هـ)(١١٣٥ - ١١٤٢ م) وظل نظام الأروقة [البلاطات] الموازى لجدار القبلة كما هو ولكن أضيف رواق محورى [أى بلاطة وسطى عمودية] ويمتاز بأنه أكثر ارتفاعًا ويؤدى إلى المحراب فيما بين الأروقة القديمة والأروقة الجديدة لبيت