للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

طليعة للقوات التى أنفذها عبيد الله بن زياد والى العراق لقتال الحسين بن على بن أبى طالب. وكان الحسين يتقدم فى ذلك الوقت فى جماعة من أقربائه وأتباعه متجهًا إلى الكوفة. وقد أمر الحر بأن يتبع عن كثب جماعة الحسين ليحمله إلى عبيد الله فى الكوفة. على أنه لم يؤمر بالقتال. ومن ثم ظل قريبًا كل القرب من معسكر الحسين ومنعه من أن ينقلب راجعًا إلى المدينة، ولكنه وافق على أن يتابع الحسين سيره فى اتجاه غير اتجاه الكوفة. ولم تكن العلاقات بين الحر والحسين عدائية فى بادئ الأمر، وقد أنكر فى الوقت نفسه أن له أية معرفة بالرسائل التى بعث بها أهل الكوفة إلى الحسين.

واستمسك الحرّ كل الاستمساك بأمر جديد تلقاه من عبيد الله (٢ من المحرم سنة ٦١ م = ٢ أكتوبر سنة ٦٨٠ هـ) فمنع الحسين وأتباعه من بلوغ مكان مستقر مجبرًا إياهم على إقامة معسكرهم فى منطقة قاحلة بكربلاء.

وأنفذ عبيدُ الله عمرَ بن سعد بن أبى وقاص فى قوات إلى الحسين، وأبى عمر أن يوافق على مقترحات الحسين وقرر مقاتلته، وهنالك استقر عزم الحر على الانضمام إلى الحسين، ولو أنه كان يعلم أن موقف الحسين ميئوس منه. وقد أبدى الحر أسفه ومضى فى جماعة صغيرة من أتباعه إلى الحسين وقال له الحسين إن الله سوف يغفر له. وحارب الحرّ آخر الأمر فى ١٠ محرم سنة ٦١ هـ (١٠ أكتوبر سنة ٦٨٠ م).

والرواية الخاصة بندم الحر وجرأته فى ذلك القتال الذى جرى وميتته البطولية أصبحت جزءا من قصة استشهاد الحسين.

[المصادر]

(١) ابن الكلبى: الجمهرة، مخطوط بالمتحف البريطانى، ورقة رقم ٧١ ب.

(٢) البلاذرى: أنساب الأشراف، مخطوط، الأوراق ٢٤١ ب، ٢٤٢ أ - ب، ٢٤٥ أ - ب, ٢٤٦ أ، ٢٥١ أ.

(٣) المسعودى: مروج الذهب، القاهرة سنة ١٣٥٧ هـ، جـ ٣، ص ١٠.

(٤) أبو الفرج الإصفهانى: مقاتل الطالبيين، طبعة أحمد صقر، القاهرة سنة ١٩٤٩, ص ١١٠ - ١١١.

(٥) الدينورى: الأخبار الطوال،