الوطنية، وفى الحارة يحيى اليهود. على أن الحال اقتضت هدم جزء كبير من الأسوار، وقد جدد بعضه وهيئ بحيث يوائم الشروط المدنية والصحية، على أن جانب المدينة المشرف على البحر تغير تمامًا بإنشاء ميناء وأرصفة وطريق كبير يسير بمحاذاة الشاطئ (لونجومارى فولبى Lungomare Volpi, نسبة إلى الحاكم من سنة ١٩٢١ - ١٩٢٥ م)؛ أما السراية التى كان الترك قد أحالوا بعضها إلى مكاتب عامة فقد جددت سنة ١٩٢٢ - ١٩٢٣.
الإدارة: إن ذلك الجزء من شئون المدينة الذى لا تتولاه الحكومة مباشرة، كانت تقوم عليه آنئذ بلدية يرأسها عمدة (رئيس البلدية عند أهل البلاد) ومندوبون عن الحكومة؛ أما إدارة المساجد والأوقاف ففى يد إدارة الأوقاف، وهى مؤلفة من بعض المسلمين.
التعليم العام: كانت النظم المدرسية الإسلامية، بما فى ذلك مدارس وكتاتيب التعليم المدينى، توجد جنبا إلى جنب مع المدارس الإيطالية. (*)
المكتبات: ثمة مكتبة حكومية فى السراية، وهى تشتمل على مجموعة محدودة من المصنفات فى التاريخ والدين الإسلامى وبعض المخطوطات العربية، وقد حفظت فى السراية أيضًا المحفوظات العثمانية، وترجع أقدم الوثائق فيها إلى سنة ١٨٥٠ فحسب؛ ومحفوظات القنصليتين الفرنسية والانجليزية ذات شأن عظيم فى تاريخ طرابلس؛ أما الوثائق الأحدث من ذلك عهدًا والخاصة بقنصليات سردانية وتسكانيا ونابولى فمحفوظة فى المكتبة الحكومية.
وتقتنى بعض الأسر الخاصة مجموعات صغيرة من الكتب، تشمل أيضًا بعض المخطوطات، ولكن أهم المكتبات جميعا هى تلك المكتبة التى يقال لها مكتبة (كتبخانة) الأوقاف؛ وقد أنشأ نواة هذه المجموعة مصطفى خوجة المصرى، الكاتب الأول فى عهد على باشا قره مانلى؛ أما حجة الوقفية التى أوقفت بها المدرسة والكتاب والمكتبة الملحقة بهما علاوة على مزار صغير، فتاريخها هو غرة جمادى الآخرة سنة ١١٨٣ هـ (أكتوبر ١٧٦٩ م)؛ وقد ترك المسلمون المتعاقبون على اختلافهم كتبا
(*) تطور التعليم كثيرا بعد استقلال ليبيا ثم بعد تحولها إلى الجماهيرية واستحداث الجامعات بمختلف التخصصات. "المحرر"