(أى صاحب البكرة) هي الكنية التي عرف بها عامة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نُفَيْع بن مَسْروح، وهو حبشي كان مولي لثقيف الطائف، ولما حاصر النبي هذه المدينة سنة ٨ هـ (٦٣٠ م) انضم إلي المسلمين إذ تدلى ببكرة من الحصن فأعتقه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأقام أبو بكرة من بعد في اليمن وشارك في تأسيس البصرة حيث أقام حتي أدركته منيته بها سنة ٥١ أو ٥٢ هـ (٦٧١ - ٦٧٢ م). ويقال أنه قد جلده عمر لأنه شهد علي المغيرة بن شُعْبَة عندما اتهم بالزنا، ومن ثم لم يشارك في السياسة بنصيب واعتزل أثناء وقعة الجمل. وقد صرف همه إلى زرع الضياع التي أعطاه له عمر وإلى رواية الحديث، وقد كان في قول أهل العلم حجة فيه.
ويقول من ترجموا له إن أمه هي "سُمَيَّة" ومن ثم عدّ أخا لزياد بن أبيه من ناحية أمه، علي أنه خاصم زيادا عندما انضعم الى حزب معاوية.
وقد خلف أبو بكرة ذرية وافرة العدد، منها سبعة أبناء هم: عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، ومسلم، ورَوّاد، ويزيد، وعُتْبَة والذين كان لهم نصيب في رواية الحديث. وقد أثر هؤلاء الأبناء من استغلالهم للحمامات العامة وشملهم زياد برعايته فأصبحت لهم مكانة بين الطبقة الوسطي في البصرة أو قل بين طبقة الوجهاء، ووضعوا لأنفسهم نسبا زاعمين أن أبا بكرة كان ابن الحارث ابن كلّدَة "حكيم العرب" فلما ولي المهدي الخلافة لم يعترف بهذا النسب وردّهم إلي وضعهم بين موالي النبي - صلى الله عليه وسلم - (ابن الطقطقى: الفخرى، طبعة درنبورغ، ص ٢٤٥، المقدسى: البدء والتاريخ، طبعة إيوار، جـ ٦، ص ٩٤ - ٩٥.] Goidziher Muh. Stud، جـ ١، ص ١٣٧ وما بعدها). وكان القاضي أبو بكرة بكار بن قتيبة من سلالة هذه الأسرة (١٨٢ - ٢٧٠ هـ = ٧٩٨ - ٨٨٤ م، وانظر ابن خلكان رقم ١١٥).