اعتاد الصيادون والفلاحون فى ساحل شرق إفريقيا استخدام تقويم النوروز أما التقويم الهجرى فالتزموا به فى أغراضهم الدينية. وفى السواحيلية ينطقونه "النيروزى" ويرجع أقدم دليل على استخدامه فى تاريخ كلوه العربى إلى سنة ١٥٥٠، الذى يسّجل نزول البرتغاليين على الساحل سنة ١٤٩٨ واستخدامهم للتقويمين معًا. وهنالك شك فى اتخاذ النيروز فى تاريخ أسبق من ذلك.
ويُجَهَّز الطعام فى الأيام السبعة السابقة للنيروز وبعدها يحتفل بالعيد وجمع أغصان الشجر لمدة أسبوع. وفى اليوم السادس يجتمع تلاميذ الكتاتيب فى منازل مدرسيهم، يقرأون القرآن الكريم ويشاركون فى الطعام، ويبيتون فى بيوت المدرسين، وفى اليوم التالى يواصلون قراءتهم للقرآن الكريم بعد أن ينتقلوا إلى الشاطئ. ولعل تلاوة القرآن هذه هى المظهر الإسلامى الوحيد بين هذه المراسم. ويقوم التلاميذ والكبار بعد ذلك بالسباحة، ويرتدون ملابس نظيفة. وفى زنزبار، ترقص النساء ويغنين ويُلوحن فى الشوارع بأغصان الشجر. ويتبع ذلك إقامة وليمة يحضر النساء فيها الأرز، ويجهز الرجال (الكيتويو)، وهو بقل من البقول، ثم بعد إعطاء إشارة، تُشعل النيران، التى تزود بالوقود. ثم يُحمل الرماد إلى مفترق الطرق، حيث تتراقص النساء. وأثناء ذلك يُبنى كوخ صغير، وتقوم النسوة باشعال النار فيه لطرد الأرواح الشريرة لبقية أيام السنة. ثم يتبع ذلك رقص الرجال بالرماح والسيوف والخناجر. ويختتم الرقص بالتحطيب، ويستخدم الرجال فى رقصهم العصى فقط.
[المصادر]
- البيرونى: تاريخ البيرونى.
- عمر الخيام: نيروز نامة.
- آدم متز: الحضارة الإسلامية.
د. عطية القوصى [أ. بوزوورث C. E. Bosuaarth]
[نورية]
النورية لفظ مشتق من "النَّوْر" وهو الزهْر الأبيض مفرده نورة، وهو مثل