مالكية شديدة الصرامة، وبخاصة فى إفريقية تحت حكم أسرة الأغالبة. واستمر ذلك حتى وصول الفاطميين (٢٩٨ هـ/ ٩١٠ م) ممثلى المذهب الشيعى مما اثار علماء المالكية فى القيروان فقاوموا المذهب الشيعى ولكن المذهب المالكى لم يستقر بشكل نهائى فى المغرب إلا بعد طرد الفاطميين من إفريقية عام ٤٤٠ هـ/ ١٠٤٨ م.
وقد أتى هذا المذهب أحيانا فى توقف الإجتهاد فى مقابل الاهتمام بكتب الفروع. وأيد حكام المرابطين هذا الوضع وشجعوا الفقهاء على الإهتمام إلى أقصى درجة بكتب الفروع. وقد أدان الغزالى فى إحياء علوم الدين هذا الإتجاه.
وقد ذهب ابن تومرت إلى أبعد مما ذهب إليه الغزالى، فقد أعلن الحرب على المرابطين متأثرا بمبادئ الغزالى، وعين نفسه حكما على الأخلاقيات وأطلق على نفسه لقب المهدى قد بعث المذهب المالكى فى شمال إفريقيا مرة أخرى على يدى الحفصيين فى افريقية ويمكن تفسير نجاح المذهب المالكى فى شمال إفريقيا بالرجوع إلى نظرية ابن خلدون (المتوفى عام ٨٠٨ هـ/ ١٤٠٦ م)، فهو يرى أن الثقافة البدوية هى السبب فى غلبة هذه المدرسة فى الغرب الإسلامى، فالمالكية مخلصة للحديث معادية للتفسيرات العقلية ولذلك كانت مناسبة تمامًا لعقلية البربر المغاربة الذين كانوا يرفضون أى فكرة إلا إذا كانت مستمدة من حديث. وهذا أيضًا هو السبب فى أن المالكية المغربية أكثر تشددًا من مالكية الشرق التى لم ترفض الاجتهاد. والآن يسود المذهب المالكى فى مراكش والجزائر وتونس وليبيا بالإضافة إلى التجمعات الإباضية والحنفية فى البلاد الثلاثة الأخيرة. وهو المذهب الوحيد فى موريتانيا التى هيئت، لقرون طويلة، لتقبله.
الأندلس: دخل المذهب المالكى الأندلس فى نهاية القرن الثانى الهجرى/ الثامن الميلادى وحل محل مذهب الأوزاعى، وكان الذين نقلوا إلى الأندلس معتقدات إمام المدينة علماء من الأندلس تلقوا العلم عن مالك