ولم يلبث أن انتقل هذا الأسلوب إلى تونس مع المسلمين الأسبان عندما تم نفيهم إلى هناك فى مستهل القرن ١١ هـ/ ١٧ م وقد شهد عصر المدجنين انتقال مصانع أوانى البريق المعدنى من منيشه إلى مالقه، وزخرفت أوانى "باترنا" بنفس الأسلوب باستخدام اللونين الأخضر والبنى.
ويبدو أن منطقة فالنسيا خلال القرنين ٨ - ٩ هـ/ ١٤ - ١٥ م كانت بمثابة المركز الصناعى الأخير لتراث الخلافة الأندلسية.
وقد ظل فن الخزف يتمتع بشهرة فى شمال إفريقيا وما تزال مراكش تحتفظ بصانعى الزليج، كما كان خزافو فاس حتى وقت قريب على دراية بكيفية صناعة الأوانى ذات الزخارف الزرقاء أو المتعددة الألوان فضلا عن أنواع مبتكرة من الأطباق.
وشاع فى الجزائر خلال العصر العثمانى استخدام كميات كبيرة من البلاطات الخزفية ولكنها كانت مستوردة بالكامل من أوربا.
لم تنس تونس، وبخاصة تونس العاصمة، الفنون الخزفية التى تعود إلى العصور الوسطى.
والحق أن صناعة الأوانى ذات الطلاء الزجاجى المعتم لإضافة القصدير إليه لم تتوقف طالما كانت هناك حاجة إليها.
وقد شهدت القرون القليلة الماضية صناعة المزهريات التى احتفظت بالألوان القديمة بدرجة رائعة فضلا عن الحشوات المزخرفة بالبائكات الصماء وقد انصهرت فى هذه المزهريات والتغطيات التقاليد المحلية مع إسهامات من الليفانت.
[المصادر]
(١) A. Lane: Early Islamic pottery
(٢) H. Wallis: Persian Lustre Vases, London ١٨٩٩
(٣) A.U.Pope: The ceramic art in Islamic times (A survery of persian art, in, v),Oxford ١٩٣٨ - ٩
(٤) Dimand: Handbook of Muhamedan art, ١٩٥٥٨, ١٥٨ - ٢٢٩
د. محمد حمزة [جورج مارسيه G. Marcais]