بالأدب. وقد اختاره على باشا مبارك وزير المغارف للتدريس فى دار العلوم والتى أسست لتخريج مدرسين عصريين للغة العربية، وظل بها إلى ١٨٨٨ م. يعتبر رائدا من رواد النهضة فى مجال تدريس اللغة العربية وآدابها. وقد نشرت محاضراته فى مجلة "روضة المدارس" ثم فى مؤلفه "الوسيلة الأدبية إلى العلوم العربية". وله مؤلف لم ينشر بعنوان "دليل المسترشد فى فن الإنشاء" عرض له محمد عبد الجواد فى دراسته عن المرصفى.
وفكر المرصفى يتفق مع رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك من حيث الاتجاه إلى نشر "التنوير" الأوربى وعمل على النهوض بفن الكتابة بعد الحالة المزرية التى آلت إليها فى القرن التاسع عشر الميلادى.
وقد أنتهج المرصفى فكر ابن خلدون فى تعليم علوم اللغة كما جاءت فى مقدمته، وعرض فى كتابه "الوسيلة" لمنهجه فى تعليم اللغة والصرف والنحو والبلاغة والعروض، مستخدما فى كتابه أمثلة من أدب العصرين الأموى والعباسى. ويعتبر فكره فى التعليم منهجا سار على نهجه الكثير من المهتمين بقضية اللغة العربية أمثال عبد اللَّه فكرى وحفنى ناصف، بل وسرعان ما انتشر فى البلدان العربية على يد المجددين.
وأهتم المرصفى أيضا بالتاريخ السياسى، فنشر فى أكتوبر ١٨٨١ م كتيبا شرح فيه ثمانية مصطلحات سياسية كانت مثارا للجدل آنذاك، وهى: الأمة، الوطن، الحكومة، العدل، الظلم، السياسة، الحرية، والتربية، وكان فى شرحه لهذه المصطلحات معتدلا، دائم الإشارة لأمثلة من العصر الزاهر للإسلام.
وكان الشغل الشاغل للمرصفى أن ينشر بين الخاصة والعامة تعليما متطورا، خاليا من البدع التى ترسبت خلال عصور الجهالة.
[المصادر]
محمد عبد الجواد: الشيخ الحسين المرصفى القاهرة، ١٩.