(٥) H. Ritter: Philogika, III. ٣٥, VI. ١٠
عبد الرحمن الشيخ [ل. ماسينهن L. Massignon]
[ورقة بن نوفل]
ورقة بن نوفل بن أسد القرشى، ابن عم خديجة بنت خويلد شجع محمدا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فى بداية أمره، فقد كان يعتبر من جماعة الحنفاء فى مكة التى كانت ترفض الوثنية فاتجهوا لدين إبراهيم الخليل واعتبروه الدين الحق، وقد أصبح ورقة مسيحيا، وكان رجلا معتدلا يعرف اللغة العبرية ودرس التوراة والانجيل ويقال أنه قد كتب الأناجيل بالعبرية (لا ندرى هل بحروف عبرية أم لا؟ ! ! )
وكان ورقة يرى فى محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] مثله فى ذلك مثل الراهب بحيرا -يرى فيه شيئا غير عادى، وكان ورقة هو الذى عثر على محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] بعد أن ضل من مرضعته، وكان هو من استشارته خديجة فى أمر زواجها من محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، ومن المعروف أنه أيّد هذا الزواج بحرارة، وكان ورقة من المخلصين الأوائل لمحمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] والمطلعين على أسراره وعلم بأمر الوحى عندما آتاه للمرة الأولى، وورقة هو الذى قال لمحمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] أن ما أتاه أتى من قبله عيسى وموسى (عليهما السلام). إنه النّاموس.
لكن الروايات لا تذكر أن ورقة قد أسلم ويفسَّر هذا -على نحو ضعيف بأنه مات فى السنة الثالثة من نزول الوحى قبل أن يؤمر محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] بالدعوة، وقد أصيب ورقة بالعمى فى آخر أيامه، ويقال إن النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] رآه فى منامه بعد موته فى ثياب بيض مما يعنى أنه فى الجنة. لقد مات ورقة فى وقت باكر يستحيل معه أن ينسب إليه أى حديث من أحاديث الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-].
[المصادر]
(١) Sprenger: Leben und, i. ١٢٨ - ١٣٤
(٢) Caetani: Annali dell' Islam, Introduzione, p ١٢٩, ١٥٦, ١٨٠, S ٢, ١٨٣, ٢٠٨, ٢١٠, ٢٢٧, ٢٣١, ٢٥١, ٢٦٢
(٣) Lammens: Les Juifs de la Mecque a la veille de l'Hegire, in Re