القائمة منذ زمن، وساعدوا فى نشر الحركة الصوفية وقد امتدت حركة التيجانية الأكثر نشاطا أسرع وأكثر من القادرية القديمة. ولكن التيجانية لقيت من جانبها تحديًا من حركة جديدة منشقة وهى جماعة الحمالية Hamaliya وسميت هكذا على اسم مؤسسها حماه اللَّه Hamahullah (١٨٨٣ أو ١٨٨٤ حتى فتدخلت السلطات الفرنسية الاستعمارية للدفاع عن جماعة التيجانية القديمة فى محاولة منها لتجنب البلبلة. فنفوا حماه اللَّه وأنهكوا اتباعه بالغارات المتكررة وفى محاولات أخرى لتحقيق أغراض استعمارية حرضوا جماعة حماه اللَّه على العنف.
وفى الثلاثينيات من هذا القرن استاء بعض العلماء المسلمين العائدين من القاهرة بعد أن درسوا فى الأزهر الشريف من النفوذ المتزايد للحركات الصوفية واستنكروا استغلال الأولياء للمؤمنين. ويشار أحيانًا لهؤلاء المصلحين بالوهابيين الجدد والذين اعتبروا الجهل سببًا لكل الشرور، لذا كرسوا أنفسهم لرقى التعليم الإسلامى مع التأكيد على تعليم اللغة العربية. فكانت باماكوا Bamako عاصمة السودان الفرنسى مركزًا مهمًا لأنشطتهم، وكان للإصلاح والتعصب الدينى مضمون سياسى، ففى الداخل تحدوا سلطة الأولياء القدامى، وفى الخارج أقروا جميع الأفكار الإسلامية واعتبر كلا الاتجاهين تهديدًا للأمن العام، ولم يكن المصلحون بمنأى عن اعين السلطات الفرنسية الاستعمارية، مما قلَّص من أنشطتهم كثيرًا.
[المصادر]
(١) البكرى: المسالك والممالك.
(٢) ابن المختار: تاريخ الفتاش.
(٣) السعدى: تاريخ السودان.
(٤) N. leutzion: Les ampires du mali ch. monteil Ancient Ghana and mali