الإسلامى، فمن ناحية لم يكن لنظام (الموالاة) أهمية من الناحية العملية، لسبب بسيط وهو أن الفاتحين كانوا فى معظمهم من البربر فلم يعد شرف الفتح قصرًا على العرب واستقر هؤلاء البربر الفاتحون فى كل البلاد التى فتحوها وليس فى مدن مخصصة لهم، وإذا لم تعد هناك (أمصار) متميزة تجتذب المهاجرين من أهل الذمة، ولم يعد مطلوبًا ممن تحول للإسلام من أهل البلاد أن (يهاجر) إلى دار الإسلام ممثلة فى مدينة إسلامية حصينة، ولم يكن مطلوبًا منه أن يبحث عن مولى له، لذا فمسلمو الأندلس من أهل البلاد لم يكونوا -فى الحقيقة- موالى على الإطلاق.
د. عبد الرحمن الشيخ [ب. كرون P. Crone]
[المويلحى]
اسم أسرة ثرية يرجع أصلها إلى مدينة مويلح على شاطئ البحر الأحمر الشرقى من الجزيرة العربية. وقد اشتهر منها فى مصر فى نهاية القرن الماضى وأوائل الحالى اثنان، والد وولده.
١ - إبراهيم المويلحى: سياسى وصحفى وكاتب (١٨٤٤ - ١٩٠٦). حين توفى والده عام ١٨٦٥. تولى مع أخيه الأصغر عبد السلام شئون تجارتهم، وفى نفس العام عينه الخديوى إسماعيل فى الغرفة التجارية، وأعطاه منصبًا فى محكمة أول درجة. وفى ١٨٦٨ أنشأ دارا للنشر، تعد أحد المبادرات التى اشتهر بها. وقد واجه موقفًا ماليًا عصيبا فى ١٨٧٢ بضياع ثروة أسرته فى مضاربات البورصة، لكن الخديوى تدخل لنجدته وحين غادر الخديوى مصر إلى إيطاليا بعد عزله صحبه إبراهيم مدرسًا لأبنائه، وواصل هناك كتابة المقالات الصحفية فى صحيفته "الاتحاد" التى أثارت عليه الدولة العثمانية لجرأتها. وسافر مع ابنه محمد عام ١٨٨٤ إلى فرنسا وقاما سويًا بمساعدة جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده فى صحيفتهما الشهيرة "العروة الوثقى" مع مواصلة الكتابة فى "الاتحاد" وبإيعاز من الحكومة العثمانية أبعد عن فرنسا، فاتجه إلى لندن حيث تغيرت لهجته إلى مناصرة الدولة العثمانية ضد سياسة