إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا وتبايعوا، وتبايعوا, ولذلك قال عمر لأبى بكر، رضى اللَّه عنهما: ابْسط يَدَك أبايعْك، قال أبو منصور: وهذا صحَيح، وإن صح أن يمينًا من أسماء اللَّه تعالى، كما روى عن ابن عباس، فهو الحَلفُ باللَّه؛ قال: غير أنى لم أسمع يمينًا من أسماء اللَّه إلا ما رواه عطاء بن السائب، واللَّه أعلم. . "
د. عبد الرحمن الشيخ [جون بدرسن Johs Bedersen]
[يعفور]
يعفور بن عبد الرحمن (يقال أيضًا ابن عبد الرحيم) بن كُريب الحوالى مؤسس الأسرة الحاكمة اليعفورية أو الحوالية وادَّعى أنه من نسل التبابعة (أبناء تُبّع) ملوك حِمْيَر القدماء. والموطن الأولى لليعَفوريين هو شبام وتسمى شبام أقيان أو شبام كوكبان لتمييزها عن مواضع أخرى تحمل الاسم نفسه وقد وصفها الجغرافيون العرب فقالوا إنها منطقة جبلية جيدة الزروع. وفى عهد الخليفة المعتصم أبدى يعفور ميلًا للاستقلال عن الولاة العباسيين الذين كانوا يتغيرون تباعا واحدا إثر الآخر، وفى سنة ٢٤٧ هـ/ ٨٦١ م نجح يعفور فى طرد الوالى حمير بن الحارث خارج صنعاء ومد سلطانه جنوبا حتى جَنَد، ويحيط الغموض بتاريخ اليعافرة حتى فى المصادر الخاصة بتاريخ اليمن وإن كنا نعرف منها -على أية حال- شيئًا واحدا واضحًا وهو أن الوحدة والتكاتف كانتا تعوزان هذه الأسرة الحاكمة منذ البداية. وبحلول سنة ٢٥٦ هـ/ ٨٧٠ م ظهر يعفور بن محمد كحاكم لصنعاء واعترف بولايته الخليفة العباسى المعتمد إلا أنه -على أية حال- لاقى حتفه على يد ابنه إبراهيم حوالى سنة ٢٧٠ هـ/ ٨٨٣ م بتحريض من يعفور الجد نفسه الذى كان محمد بن يعفور قد أقصاه عن الحكم. وظل اسد ابن إبراهيم حاكما على صنعاء ولم يعقبه فى الحكم إلا اثنان من ذريته واستطاع بعض الأمراء اليعفوريين الشبان أن يكونوا لأنفسهم -لفترة- إمارات فى تهامة وفى الجبال حول صعدة. وأخيرًا فإن التغلغل العلوى المزدوج: القرمطى والزيدى شكل عداء جديدًا لليعفوريين.