وأفعل المفردات فعلا في النفس، وساقها فى بناء أبعد ما يكون عن تجاهل التقاليد القديمة كل التجاهل. وقد شاع شعره - الذي لا يمكن أن نضعه عل محك النقد المستقصى فى هذا المقام - بسرعة لا بأس بها فى دوائر أهل العلم فى الأزهر ونال الثناء والترحيب الجم لدى صفوة المثقفين والزعماء السياسيين فى مصر. وأصبح حافظ إبراهيم فوق كل شئ بعطفه على البائسين صدى شقاوات الشعب وآماله. ولعل هذا العطف هو الذى حمله على نقل بعض فصول من البؤساء لفيكتور هيجو (القاهرة سنة ١٩٠٣، والطبعات الأخرى)، وقد يتميز هذا النقل خاصة بنثره العربى الفخم. وثمة وجه آخر من وجوه أسلوبه القصصى يتمثل فى "ليالى سطيح"(الطبعة الأولى، القاهرة سنة ١٩٠٦؛ الطبعة الثانية من غير تاريخ) ويظهر فيها على نحو أقوى من ذلك الأهداف الخلقية التى كان يدين بها مقلدو المقامات فى نهاية القرن التاسع عشر. وتشمل هذه المقامة الطويلة إلمامة نقدية بالأخلاق المصرية ولعلها كتبت على منوال "حديث عيسى بن هشام" لمحمد المويلحى الذى ظل يفوق حافظًا فى هذا الباب. ومما يجدر ذكره أيضًا ترجمته بالاشتراك مع خليل مطران لكتاب لبول لروى بوليو Paul Leroy - Beaulieu وعنوان هذه الترجمة بالعربية "المجاز فى علم الاقتصاد"(القاهرة سنة ١٩١٣، فى خمسة مجلدات).
[المصادر]
يجب أن نضيف إلى المصادر التى وردت فى بروكلمان، قسم ٣، ص ٥٧ - ٧١.
(١) حسن كامل الصيرفى: حافظ وشوقى.
(٢) أحمد الطاهر: محاضرات عن حافظ إبراهيم، القاهرة سنة ١٩٥٤.