الحديثة" مما كان له وقع جذاب فى أذهان الأوربيين والشرقيين على السواء، وقد استطاع محمد على باشا -وهو الجندى العثمانى- أن يرقى بفضل مواهبه وأطماعه وقوة عزيمته وبعد نظره، فانتزع من السلطان دولة ظل الحكم فيها وراثيًا لأسرته حتى عام ١٩٥٢ م، ولم يكن محمد على يعرف العربية ولا الإنجليزية ولا الفرنسية ولكنه كان يتكلم التركية، وجعل مصر غايته وأقام بها حكومته وأتاح لمصر أن تكون دولة قوية منظمة، وإن تكون أداة فعالة لا يمكن الاستغناء عنها فى العالم الحديث.
وقد جمع محمد على بين القائد الموهوب والادارى البارع، وكان رجلا عصاميا قل أن يجود الزمان بمثله، ومن ثم فلا عجيب أن كرس الباشا كل جهوده ونشاطه لإنشاء قاعدة حربية قوية وقاعدة اقتصادية ثابتة الدعائم حتى يظل محتفظا باستقلاله فى هذا القسم من العالم ويؤكد المؤرخون المحدثون تأكيدا كبيرا على شخصيته وأفعاله وفتوحاته وإصلاحاته وأفكاره مما عمل على تكوين أمة مصرية حديثة.
[المصادر]
(١) د. رؤوف عباس: النظام الإجتماعى فى مصر فى ظل الملكية الزراعية.
(٢) د. أحمد عزت عبد الكريم: تاريخ التعليم فى عصر محمد على.
(٣) د. على الجريتلى: تاريخ الصناعة فى مصر.
(٤) عبد الرحمن الرافعى: عصر محمد على.
(٥) د. محمد محمود السروجى: الجيش المصرى فى القرن التاسع عشر.