للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستخدمت مياه السواقى فى زراعات قصب السكر والأرز وحدائق الفاكهة وغيرها. وفى فترة لاحقة عمَّ استخدام السواقى فى شتى أرجاء الهند، وبخاصة فى البنجاب هذا بالإضافة إلى قنوات الرى والتى ظلت توصل المياه إلى كل القرى والمدن الهندية حتى القرن التاسع عشر حينما بدأ انشاء قنوات حديثة واستبدلت السواقى الإيرانية بالآبار الأنبوبية (المباشرة).

[الوجهة الاقتصادية للرى الحديث]

اهتم المسلمون باستخراج المياه واستخدامها فى مشاريع الرى والزراعة فى كل أرجاء العالم الإسلامى وبخاصة فى المناطق الصحراوية فى شمال إفريقيا والجزيرة العربية وإيران ووسط آسيا والهند وحوض البحر الأبيض المتوسط وغيرها ومن ثم زاد الانتاج الزراعى وعم الرخاء فى ديار الإسلام (١).

وتزداد اليوم أهمية استخدام وتطبيق نظم الرى الحديثة بغرض زيادة المنتجات الزراعية لسد حاجة السكان المتزايد بمعدلات كبيرة فى كل الدول. وقد لاقت تلك الجهود نجاحا فى كثير من المناطق وزادت بالفعل المنتجات الزراعية كما وكيفا بتطبيق وسائل ميكانيكية متطورة فى الرى واستخدام البذور والتقاوى المحسنة العالية الإنتاج وترصد معظم حكومات الدول ميزانيات كبيرة لمشاريع الرى وبخاصة فى مصر والعراق وإيران وغيرها من دول العالم الإسلامى.

وكانت مشاريع التحكم فى مياه النيل فى مصر، والتى انتهت ببناء السد العالى فى أسوأن وقد تم الانتهاء من بناءه فى سنة ١٩٧٠ م، كانت تلك المشاريع بمثابة الجهد الأكبر لتحديث مشاريع الرى وزيادة الرقعة الزراعية


(١) [صناعة السكر صناعة هندية قديمة وقد نقل المسلمون زراعة قصب السكر وصناعة السكر والذى سماه المسلمون بالملح الهندى -أما ملح الطعام فكان يعرف بالملح الحلو من الهند ونشروهما فى الدولة الإسلامية من سمرقند فى الصين وحتى الأندلس ونقل الأوربيون زراعة قصب السكر إلى أوربا بعد أن عرفوه فى بلاد المسلمين. ونقل كولمبس قصب السكر إلى أمريكا فى رحلته الثانية فى سنة ١٤٩٣ م]. [المترجم]