ص ٥٤) ومنها يتبين أن بعض معاصريه كانوا يعدون علمه جميعًا إنما هو معرفة بكتب غيره. ويقول صاحب الفهرست (ص ١٢٩؛ س ٢٧ - ٢٨؛ ص ١٥١، س ٧ - ٧) وياقوت (إرشاد الأريب، جـ ٢، ص ٥٨) عن كتابه "الأوراق" إنه عول فى تأليفه على كتاب المرثدى (هكذا يجب أن يضبط هذا الاسم الذى ورد فى الفهرست، ص ١٥١، س ٦: المريدي)"أشعار قريش"، بل نقله نقلا وانتحله (على أن المسعودى: مروج الذهب، جـ ١، ص ١٦ - ١٧, قد أورد رأيا أحسن من هذا فيه). وينعته ياقوت بالكذب (إرشاد الأريب، جـ ٢، ص ١٠)؛ ويقول صاحب الفهرست إن الصولى لم يأت بشئ فى إخراجه "أخبار ابن هرثمة" وقد أخذ عليه كثيرا غروره وسقم ذوقه (انظر مثلا: الجرجانى: الوساطة، ص ٢٦٠؛ ابن الأثير: المثل السائر، ص ٢٨٩). أما تفاخره فقد عرف أيضًا عند الكتاب الفرس فى القرن الحادى عشر الميلادى (أبو الفضل البيهقى: فى Zapiski: Barthold، جـ ١٨، ص ١٥١). وقد حلل ماسينيون حديثا جملة كبيرة من الآراء التى قيلت فى الصولى (la Passion d'al Hallaj: Massignon، جـ ٢، ص ٩٢٠، وفى مواضع مختلفة). ونتبين من هذا كله أن الصولى لا يمكن أن يعد مؤرخا من أصحاب المواهب البارزة، وإنما كان مصنفا جم النشاط لا يستطيع فى جميع الأحوال أن يميز كتابه من كتاب غيره، على أن ذلك لا يمس ما كان له من أثر فى عالم التأليف. ونذكر من تلاميذه المباشرين الدارقطنى، وابن شاذان، والمرزبانى وغيرهم. ولا يزال للصولى شأن فوق هذا، وهو أنه مصدر يستقى منه كثير من مؤرخى العرب وأدبائهم، بل إن معاصره الأصغر عريب ينقل عنه فى كثير من الأحيان كلمة كلمة. ويستشهد به على الأصفهانى أكثر من مائتين وخمسين مرة باعتباره مرجعا لتاريخ الشعراء العباسيين خاصة (لم يذكره كويدى Tables Alphabetiques: Guidi كما ذكر جميع الأسانيد).