" شعيب" عليه السلام نبى ورد ذكره فى القرآن، وقد جاء فى الآية ٩١ من سورة هود أنه أرسل بعد هود وصالح ولوط عليهم السلام وجاء فى سورة الشعراء (الآيات من ١٧٦ - ١٨٩) وهى من السور التى نزلت فى الفترة المكية الوسطى، أنه أرسل إلى أصحاب الأيكة الذين ورد ذكرهم أيضًا فى سورة ق (الآية ١٤) وفى سورة الحجر (الآية ٧٨) وفى سورة ص (الآية ١٣). ويظهر شعيب فى سور من الفترة المكية المتأخرة (سورة هود، الآيات ٨٤ - ٩٥؛ سورة العنكبوت، الآية ٣٦ وما بعدها؛ سورة الأعراف، الآيات ٨٥ - ٩٣) بين أهل مدين أخا لهم. والمفسرون المتأخرون هم وحدهم الذين قالوا إن شعيبا هو حمو موسى غير المسمى تيرون العهد القديم الذى عاش فى مدين وأشارت إليه سورة القصص، الآية ٢٠ وما بعدها. ولكن ليس لهذا سند فى القرآن.
ولم يكتف شعيب عليه السلام بأن دعا إلى التوحيد بل حث قومه بصفة خاصة على القسط فى الميزان والكيل؛ وحذرهم من العبث بالنظام الذى عاد إلى نصابه فى البلاد، ومن صرف المؤمنين الذين يتبعونه عن سبيل اللَّه، ولكن وجوه القوم أنكروا مقالته وهددوه بالطرد هو وأتباعه، وقد كان شعيب عليه السلام ضعيفًا فى قومه ولولا رهطه لرجموه (سورة هود الآية ٩١). وأدركتهم زلزال عقابا لهم فقضت عليهم فى بيوتهم.
وربما كانت الرواية المتأخرة جدًا التى نقلت قبر شعيب عليه السلام إلى قرن حطين قد فعلت هذا لأنها خلطت بين البلدة المجاورة خربت مدين. وهى ما دون القديمة، وبين مدين.
[المصادر]
(١) الثعلبى: قصص الأنبياء.
(٢) Palastina Jahrbuch: Dalman، جـ ١، ص ٤١ وما بعدها.
(٣) Koranische Untersuchungen: J. Horovitz، برلين وليبسك ١٩٢٦ م، ص ١١٩ وما بعدها.