الثانية) احتفالًا وقع فى مدينة (داماواند)"يوم ٣١ أغسطس" بمناسبة خلاص الفرس من بطش الضحاك، وقد عرف هذا العيد "بالعيد الكردى" وعلى الجانب الآخر، ينسب الأكراد أنفسهم إلى أنساب عربية. فبعضهم يدعى أنهم من نسل ربيعة بن نزار بن معد وتسمت باسمهم ديار ربيعة (الموصل)، والآخرون يدّعون أنهم من نسل مضر ابن نزار وقد تسمت باسمهم ديار فضر (الرقة). وقد قالوا بأن الأكراد قد انفصلوا عن الأصل العربى نتيجة للعداء بينهم وبين عرب الغساسنة وأنهم انسحبوا إلى الجبال، واختلطوا هنالك مع الأغراب واندمجوا معهم وفقدوا نتيجة ذلك لغتهم العربية الأصيلة، اللغة الأم. ومن المثير حقا أن نجد فى سلسلة نسب أسلافهم أسماء عربية مثل:"كرد بن مرد بن صعصعة ابن حرب بن هوازن" (المسعودى: التنبيه والإشراف، ص ٨٨ - ٩، "وكرد ابن اسفنديار بن منوشهر بن حوقل" ص ١٨٥ - ١٨٧)، و"كرد بن مرد بن عمرو". وربما كانت الحقائق فى سلسلة النسب العربية هذه قليلة.
[تاريخ الفترة الإسلامية حتى عام ١٩٢٠ م]
لدينا معلومات تفصيلية عن الأكراد من أيام الفتح العربى فصاعدًا وخلال القرون الهجرية الخمسة الأولى لشعب الأكراد فى أكثر الأحيان دورًا ملحوظًا فى الأحداث وأخذوا روح المبادرة فيها. ولقد قامت بعض الأسرات الكردية الحاكمة فى هذه الفترة. ويبدو أن أمواجًا من الترك والمغول قد غمروا الأكراد بغزوات متلاحقة من القرن السادس الميلادى إلى القرن العاشر. لكن فترة الحروب بين سلاطين العثمانيين وشاهات الصفويين قد أتاحت للأكراد فرصة صالحة لنمو النظام الاقطاعى، الذى أعطت (الشرفنامه) عنه صورة صادقة (١٠٠٣ هـ - ١٥٩٦ م).
ولقد استقرت الحدود التركية - الفارسية تدريجيًا، وتراجع الفرس خلف جبال زاجروس وشعابها