للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خازم، وكان الجورجان والصنارية قد ثاروا ضد الحكم العباسى آنذاك فهزمهم خزيمة وقضى على ثورتهم، واستعاد تفليس. وفى خلافة المأمون (١٩٨ - ٢١٨ هـ/ ٨١٣ - ٨٣٣ م) وطدَّ محمد بن عتَّاب أقدامه فى أرمينيا، وفى سنة ٢١٤ هـ/ ٨٢٩ م فتح أرض الجرزان وانضم إليه الصنارية.

ونسمع فى أرمينيا فى عهد خلافة المأمون عن الأمير إسحاق بن إسماعيل وكان قد استقر بها منذ خلافة الأمين، وقد قام إسحاق بدحر القوات البيزنطية التى هاجمت أرمينيا آنذاك بقيادة يثوفيل (٨٢٩ - ٨٤٢ م) عند "واناند". وبسبب هذا الانتصار الذى أحرزه إسحاق اعترف به الخليفة الواثق حاكمًا على أرمينيا. لكن ذلك لم يدم طويلًا لأن محمد بن خالد قام بهزيمة إسحاق وطرده من صناريا.

وأرسل المتوكل القائد التركى بُغا الكبير إلى أرمينيا، فأمر النفّاطين بإحراق تفليس، ومات ٥٠.٠٠٠ من سكانها بسبب هذا الحريق، وأحرق قصر إسحاق وأسر ابنه عامر على يد العسكر الترك والمنجارية (فى القوة العباسية) وسبب هذه الحملة أن ولاة هذه المناطق كانوا لا يزالون على ولائهم للأمويين.

وفى سنة ٣٣١ هـ/ ٩٤٢ م كان فى تفليس دار لسك الدراهم العباسية.

[الساجيون والسلاريون وآل شداد]

وفى الوقت نفسه ظهرت قوى أخرى إلى جانب قوة بارجت Barget الأرمنى الذى ساعد الخليفة العباسى فى القضاء على بقايا حلفاء الأمويين (اسحاق) ومن هذه القوى بنولسَّاج إذ كانوا من أوائل الأسر الحاكمة الإسلامية التى حصلت على الاعتراف بسيادتها من بغداد (٢٧٦ - ٣١٧ هـ/ ٨٨٩ - ٩٢٩ م). ولقد قام أبو القاسم يوسف بمساعدة المسلمين المنعزلين فى الشمال. وفى سنة ٢٩٩ هـ/ ٩١٢ م جاء إلى تفليس، وكان أميرها انذاك يُدعى جعفر بن علىّ، واستولى على قلعة أوجارمو وبوكومرا. وتذكر المصادر حملة أخرى (ما بين ٣٠٥/ ٩١٨ م و ٣١١/ ٩٢٣ م)