والذى يرد عليهم ما ذهبوا إليه أن آيات مكية مما جاء بها محمد [- صلى الله عليه وسلم -] أول الأمر تدل على أنه ابن لاسحاق: ورد فى سورة يوسف المكية {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (٤) قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}: وورد فى سورة إبراهيم المكية {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} ولم يقل إسماعيل وإسحاق ويعقوب.
وورد فى سورة الذاريات المكية أن البشرى كانت بولد واحد {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ}:
ومن ذلك يعلم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يعتقد أول أمره وآخره فى يعقوب عقيدة واحدة وهى أنه ابن لإسحاق وأن جده إبراهيم كما نطقت بذلك الآيات المكية والمدنية. وأما الآية {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} فقد فهموها على وجهها لأن (من وراء إسحاق) خبر مقدم و (يعقوب) مبتدأ مؤخر، وجئ بهذه الجملة فى هذا الموضع ليبين أن إبراهيم سيبقى عقبه فهو سيولد له ويولد لولده. وعن الشعبى أنه قيل له: أهذا ابنك؟ فقال: نعم من الوراء وكان ولد ولده. أما بقية ما ذكروه عن إسرائيل مع أخيه (عيسو) فروايات إسرائيلية نقلها بعض المسلمين فى كتبهم ولسنا نعرض هنا إلا لما كان اعتراضًا على القرآن الكريم أو السنة الثابتة.
محمد عرفة
[إسرافيل]
اسم ملك من رؤساء الملائكة، والراجح أن اسمه مأخوذ من الاسم العبرى "سرافيم " كما يتضح من الاسمين المختلفين اللذين وردا فى تاج العروس (جـ ٧، ص ٣٧٥) وهما "سرافيل" و"سرافين". وتغير الحرف الأخير فى نهاية الاسم أمر ليس خارجًا