جانب عربى من أهل الشام لم يهدأ له بال حتى حصل على فتوى من الشام تبطل هذا التفسير، ثم انتهى به الأمر إلى قتل خطيب بروسه. ويقال إن هذا النزاع كان السبب فى نظم أول بيت من القصيدة كلها، التى كانت تدور الفكرة الرئيسية فيها على أن محمدًا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] له مركز فريد بين الرسل [عليهم السلام].
وقد نظمت هذه القصيدة على طريقة المثنوى من ستمائة بيت من الشعر قسمت إلى ثمانية عشر قسمًا. وهى لا تتناول مولد النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فحسب، ولكنها بعد المقدمة المعتادة تستهل بنظرية النور الإلهى وفيض هذا النور على الأنبياء من آدم حتى محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-]. أما القسم الرئيسى من هذه القصيدة فيتناول الآيات التى بشرت بولادة محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، وفرح الملائكة، وأن الورود تزدهر حيث تهبط أنفاسه. ويفصل الكلام بعد ذلك عن المعراج، ثم يتحدث عن مرضه الأخير، ثم وفاته.
وأسلوب هذه القصيدة غاية فى البساطة، ولذلك كانت تجتذب القلوب وتؤثر فى النفوس ولغتهما عثمانية صرف بلهجة بروسة. ويوجد من هذه القصيدة عدة مخطوطات، منها عدد فى المكتبات الأوربية أيضًا؛ على أنه مما يستوجب الأسف أنه ليس لدينا منها فيما يظهر مخطوط من المقدم بحيث يمكن أن يُتخذ أساسًا سليمًا للدراسة اللغوية. وهناك أيضا ترجمات لهذه القصيدة أثبتها طاهر (انظر فيما يلى): واحدة بوسنوية وواحدة يونانية وترجمتان ألبانيتان مختلفتان، وواحدة جركسية.