همايون هو ناصر الدين همايون بادشاه أكبر من ظل على قيد الحياة من أولاد ظاهر الدين محمد باثر بادشاه، وثانى حكام هندوستان وكابُل من الولاة المغول، وقد ولد فى كابُل فى الرابع من ذى القعدة سنة ٩١٣ هـ (= ٦ مارس ١٥٠٨ م). وقد عهد إليه بولاية كابل وإدارة حكومة بَدْخشان ولما كان صفر من سنة ٩٣٢ هـ (ديسمبر ١٥٢٥ م) انضم إلى بابر فى كابل للاغاره على الهند وشارك فى معركة "بانبات" وحاصر بنفسه آجرًا حيث أخذ الماسة الكبرى التى أهداها بعد قليل إلى شاه طهاسب، وخرج على رأس قوة عسكرية لمحاربة الاحفان الذين وراء الطانج ثم عاد إلى أجرا فى ربيع الثانى سنه ٩٣٣ هـ (يناير ١٥٢٧ م)، ولما كان اليوم الثالث عشر من جمادى الثانية ٩٣٣ هـ (= مارس ١٥٢٧ م) قاد الجناح الأيمن فى "خانوا" ثم رحل فى الشهر التالى إلى "بَدْخشان" حيث قاتل "الأزبك" لأسترداد سمرقند، ولما تم عقد الصلح فى ٩٣٥ هـ (= ١٥٢٩ م) عاد إلى الهند وسقط فريسة لمرض خطير إلّا أنه استرد عافيته، وعلى الرغم من قيام مؤامرة أريد بها تنحيته قَسْرًا، إلّا أن الخطبةَ ظّلتْ تقرأ باسمه فى "أجرا" لمدة ثلاثة أيام بعد موت يناير" يوم ٩ جمادى الأولى ٩٣٧ هـ (= ديسمبر ١٥٣٠ م).
وحدث بعد توليه الحكم أن تقدم أخوه "كأمران" من كابل إلى لاهور، أما هُمَايون فقد تسلم "البنجاب" و"فَنْدهار" وكابل، أما أخوه الثالث "هِنْدال" فقد أخذ "مِواتْ" وأخذ أخوه "عسكرى" سمَبْهل. وقد تمكن همدان فى سنة ٩٣٧ هـ (= ١٥٣١ م) من إخضاع "راجا" كالنجار وزحف بحملة ضد الأفغان متقدمًا من ناحية "بهار" كما أنه حاصر "شيرخان" فى "شتار" ثم عاد فى سنة ٩٣٨ هـ (= ١٥٣٢ م) إلى "أجرا". وأسس همايون بادشاه مدينة "هادين بناه" فى دهلى فى محرم ٩٣٨ هـ (= أغسطس ١٥٣٣ م)، وفرغ من إقامة حصونها وقلاعها فى شوال ٩٤٠ هـ حين عاد إلى "أجرا" مرة ثانية. ولقد واجه همايون بعدئذ تحركات