للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢) سبط بن الجوزى: مرآه الزمان، باريس. (غير مؤرخ).

(٣) ابن الاثير: أخبار الدولة، السلجوقية، لاهور ١٩٣٣.

(٤) ج. مقدسى: ابن عقيل، دمشق ١٩٦٣.

(٥) H. Busse: Calif und Grosskonig Beirut ١٩٦٦

مها سيد معبد [د. سورديل D. Sourdel]

القائم بأمر اللَّه الفاطمى

ثانى خلفاء الفاطميين ويثير اسمه ذكرى هزائم مريرة وكيف غطى عليه "راكب الحمار" أبو زيد، ولم يكن بالصورة التى تُرسم له فى الأذهان، فلقد مارس منذ صدر شبابه وقبل اعتاوئه عرش الخلافة الأعمال العامة منذ أن عهد إليه أبوه بالمشاركة فى حكومة أفريقية. وقد هاجر مع أبيه المهدى إمام طائفة الإسماعيلية ولقى أهوالًا جسامًا، إذ خرج معه فى عام ٢٨٩ هـ/ ٨٩٢ م من "سَلَمِّيه" بالشام إلى سجلماسة عاصمة بربر مدرار فى أقصى جزء من المغرب، ولما بلغ العشرين من عمره عين وليا للعهد فى عام ٢٩٩ هـ/ ٩١٢ م ليتولى الخلافة التى قامت على أنقاض إمارة الأغالبة ووجد نفسه على الفور ملزمًا بالقيام بعدة مهام عسكرية منها قيادة جيوش الفاطميين إلى وسط المغرب وكان الخليفة المهدى قد سارع إلى وضع هذه الجيوش تحت إمرته لتوجيهها -فى حملتين- لمصر فى تتابع متلاحق فى عام ٣٠١ - ٣٠٢ هـ/ ٩١٤ - ٩١٥ م ثم حملة أخرى فى عام ٣٠٧ - ٣٠٩ هـ/ ٩١٩ - ٩٢١ م، فأكسبته الحملتان بعض الشهرة رغم أن الحصيلة النهائية لهما لم تحقق شيئًا يذكر لسمعته كجندى، ومع هذا فقد أثبت وقت اعتلائه عرش الخلافة أنه قد صمد بالفعل للاختبار وقت أن كان وليًا للعهد ووقت أن قام بقيادة العسكر، ولما أصبح القائم إمامًا ثم خليفة أخذ على نفسه أن يحكم مملكته القوية والمزدهرة والتى ورثها عن أبيه وأخذ يحكمها طبقًا للقواعد التى أرساها والده وسار على نفس النهج فى تطبيق سياسة التصدى