للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[السبتى]

أحمد بن جعفر الخزرجى أبو العباس السبتى: ولى من أولياء اللَّه اشتهر بفضائله وكراماته، ولد فى سبتة سنة ٥٤٠ هـ (٢٤ يونية ١١٤٥ - ١٢ يونية سنة ١١٤٦) وتوفى فى يوم الاثنين ٦ من جمادى الآخرة ٦٠١ هـ (٣١ يناير سنة ١٢٠٥) بمراكش حيث دفن بالقرب من باب تازروت. وتلقى السبتى العلم بصفة خاصة على أبى عبد اللَّه بن الفخار تلميذ القاضى عياض المشهور فى سبتة. وكان السبتى فصيحا لا يجد صعوبة فى إقناع سائليه؛ وكان أيضا شديد الورع جرى على تلاوة القرآن الكريم بالليل والنهار. وقد امتدح الإحسان، وهو نفسه لم يحتفظ بشئ من العطايا الكثيرة التى تلقاها سوى ما يكفيه ويكفى أسرته يوما واحدًا فحسب. وكان يقابل الإساءة بالمعروف، كما كان رحيما بالأرامل واليتامى. وكان السبتى فى بداية أمره يعيش فى فندق حيث كان يقوم بالتدريس، وينفق ما يحصله من أجور التعليم فى سد حاجات الطلاب الأغراب. وقد درج على أن يطوف بشوارع المدينة يؤنب بل يضرب أولئك الذين لا يؤدون الصلاة.

وقد ظلت ذكرى هذا الولى حية ماثلة فى أذهان الناس، ولكنها أحيطت بالكثير من الأساطير. مثال ذلك ما يقال من أنه تنبأ باستيلاء النصارى على سبتة لتأديب مواطنيه على سوء معاملتهم له. وتذهب القصص إلى أنه بعد رحيله من بلده أساء أولياء مراكش لقاءه أشنع إساءة لأنهم خشوا أن تطغى طريقته الدينية يوما على طرقهم. وأصبح السبتى بالفعل أكبر أولياء هذه المدينة. على أن نفوذه امتد إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ كان اعتقاد جمهرة الناس فى مراكش أن هذا الولى هو سيد الرياح يبتهل إليه الملاحون لتهدئة العاصفة، ولإثارة الريح إذا ركدت. ويقدم الناس فى كثير من جهات الجزائر ومراكش أول مكيال من الحنطة الجديدة للفقراء تمجيدًا له.

[المصادر]

(١) أحمد بابا: نيل الابتهاج، فاس، سنة ١٣١٧، ص ٣١.

(٢) المقرى: نفح الطيب، ليدن سنة ١٨٥٨ - ١٨٦١؛ جـ ٢، ص ٦٨؛ القاهرة سنة ١٣٠٢، جـ ٤، ص ٣٥٥ - ٣٦١.