وثيقة. فقد كانت بريطانيا في مصر تنظر بعين السخط إلى زياراته الكثيرة للمدارس ومؤسسات التعليم العالى، وجولاته في المديريات، فقد اشتبهت في أنه يرمي بذلك إلى السعى إلى تقوية الروابط بينه وبين الحركة الوطنية. أما السلطان فقد كان يشعر أن متطلبات السلطات البريطانية المادية والبشرية والأعباء التى حملتها للبلاد كانت باهظة جدا فأثقلت ظهر الشعب بشدائد ليس من الحق أن يعانيها. وثمة سبب آخر لتدهور العلاقات بين حسين كامل والسلطات البريطانية في مصر هو ضيق السلطان بما عاناه من صرامة الحكومة البريطانية وقت الحرب التى كانت تزكيها سياستها والتى ربما لم تكن تستمع إلا إلى ما تمليه مقتضيات الحرب العظمى التى تخوضها. ومن ثم فإن البريطانيين كانوا لا يقرون محاولات السلطان بالظهور في صورة الزعيم الشعبى في حين أن الشعب المصرى كان ينكر منه أنه أداة في يد البريطانيين.
وبدأت صحة السلطان حسين تضمحل سنة ١٩١٦, وقضى معظم عام ١٩١٧ في المرض، وتوفى في ٩ أكتوبر سنة ١٩١٧. وكان ابنه الأمير كمال الدين حسين قد أعلن من قبل، نزوله عن حقه في وراثة عرش مصر. وهكذا خلف السلطان حسينا الأمير فؤاد الذى أصبح من بعد ملكا على مصر سنة ١٩٢٢ إلى سنة ١٩٣٦.
[المصادر]
(١) The Transit of: P.L. Elgood Egypt لندن سنة ١٩٢٨.
(٢) محمد سعيد الكيلانى: السلطان حسين كامل، القاهرة سنة ١٩٦٣.
(٣) فرج سليمان فؤاد الكنز الثمين لعظماء المصريين، القاهرة ١٩١٧ جـ ١.
(٤) Egypt since Kromer: Lord Lloyd لندن ١٩٣٢. جـ ١، ص ١٨٣ - ٢٦١.