لمساعدة الحجّاج فى حملته لقتال الأشعت، وكان له دور فى مفاوضات "دير الجماجم"، ثم قاد بعدئذ الحملات التى خرجت لمهاجمة البيزنطيين، وغزا المصيصة سنة ٨٤ هـ (٧٠٣/ ٧٠٤ م) وجعلها قاعدة عسكرية، واختير واليًا على مصر سنة ٨٥ بعد موت عمه عبد العزيز بن مروان فلمّا كان الحادى عشر من جمادى الآخرة دخل الفسطاط وطمس كل آثار عمه وغيَّر جميع العمال وكره الناس إدارته لقبوله الرشا واحتجانه الأموال العامة، على أن الانجاز الحقيقى الهام الذى تم فى أيامه يتمثل فى استعماله اللغة العربية فى دواوين العاصمة، وأظهر أهل دمشق كراهيتهم له حين مر بهم مرورا عابرا، ثم استدعى ثانية إلى الشام فذهب إلى هناك محملا بكثير من الهدايا والتحف إلّا أن الخليفة أمر بأخذها منه وهو ما زال فى إقليم الأردن، ومن ثم اختفى من الساحة السياسية. وينفرد اليعقوبى بالقول بأنه قتل حين قامت دولة بنى العباس كما يقال إن السفاح أمر بصلبه فصلب سنة ١٣٢ هـ (٧٤٩ م) فى الحيرة.
[المصادر]
(١) ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة، ليدن ١٩٠٨ - ١٩٣٦، الجزء الأول، ص ٢٣٢.
(٢) ابن الأثير: الكامل. ليدن ١٨٥١ - ١٨٧٦ الجزء الرابع، ص ٣٧٧.
د. حسن حبشى [س. هـ. بيكر C.H.Beker]
عبد اللَّه بن على
عم الخليفتين أبى العباس السفاح وأبى جعفر المنصور، وكان من أنشط المساهمين فى صراع العباسيين ضد مروان الثانى آخر الخلفاء الأمويين، وهو صاحب الأخبار فى الموقعة الفاصلة عند الزاب الكبير، التى فقد فيها مروان تاجه فتبعه عبد اللَّه بن على الذى سرعان ما استولى على دمشق وزحف على فلسطين وتتبع الخليفة الهارب إلى مصر.
واشتهر عبد اللَّه بن على بتفوقه على أخيه داود بن على فى مقاتلة الأمويين، ولم يكن يمتنع عن كل ما يؤدى إلى استئصال شأفتهم، حتى لقد