للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

استشهد النووى بكتابه "المفهم" فى مواضع مختلفة من عمله). وقد ذُكر اثنان ممن حدّث عنهما القرطبى: الحافظ أبو الحسن بن محمد بن محمد البكرى والحافظ أبو الحسن على بن محمد بن على بن حفص اليحصوبى.

ومن بين أعمال القرطبى التى ذكرت فى سيرته: أولا: تفسيره للقرآن الكريم بعنوان "الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآيات الفرقان". وبعد ذلك أشير إلى العناوين التالية: "الأسنى" وهو تفسير لأسماء اللَّه الحسنى و"التذكار فى أفضال الأذكار" وفيه سار القرطبى على نهج "التبيان" للنووى وإن كان قد قدم عملا أكمل وأغزر علما فى "التذكرة بأمور الآخرة" و"شرح التقصِّى" وكتاب "قمع الحرص بالزهد والقناعة ورد ذل السؤال" والتى يعدها ابن فرحون أفضل ما كتب فى هذا المجال. كما وضع "أرجوزة" جمع فيها أسماء النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-]. وتُبرز هذه الأعمال استغراق القرطبى فى الدين.

ويتسم تفسير القرطبى بالثراء الوافر والنفع الكبير. وقد سلّم كافة الكتاب الذين تحدثوا عن القرطبى بهذا التفسير وأكدوا على الفائدة التى يمكن الحصول عليها منه.

والقرطبى -خلاف فخر الدين الرازى- لا يحاول أن يستنتج مفاهيم فلسفية من الآيات القرآنية، وبالتالى فعند تفسير كلمة "قيوم" (البقرة، آية ٢٥٥) الواردة فى آية الكرسى، نجد أن الرازى يفسرها "القائم بذاته" كما عرفها ابن سينا فى "الإشارات"، ثم يستنبط منها كل النتائج الميتافيزيقية. أما القرطبى فإنه يفسرها تفسيرا بسيطا وفقا لابن قتادة القائل بأنه "القائم بتدبير ما خلق"، أو وفقا للحسن البصرى فيما يعنى بأنه "القائم على كل نفس بما كسبت".

كان القرطبى مقلًا بدرجة كبيرة وإن لم يكن بشكل كلى فى الاعتماد على الإسرائيليات.

[المصادر]

وردت فى المتن.

وائل البشير [ر. أرنالديز R. Arnaldez]