"وكان اغتيال رابين بمثابة النكسة لقضية السلام، إذ إن بنيامين ناتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى الجديد المنتخب (فى ٢٩ مايو ١٩٩٦) اتجه إلى التشدد مما أعاد العنف على امتداد عامى ١٩٩٦ و ١٩٩٧ إلى المنطقة وفى قلبها القدس. فوقعت أحداث تفجير انتحارية فى ٢٥ فبراير ١٩٩٦ فى القدس وفى عسقلان وتل أبيب، ثم قتل أعضاء منظمة حماس أحد عشر جنديًا اسرائيليا فى الجنوب اللبنانى الذى تحتله اسرائيل، وقامت اسرائيل بقصف جدى مركز راح ضحيتة عدد كبير من القتلى بلغ ١٦٠ من المدنيين اللبنانيين. "وتوقف تنفيذ اتفاقيات السلام التى كانت قد وقعت فى أوسلو، وتوقف انسحاب اسرائيل من الأراضى العربية المحتلة. وتمادى ناتانياهو فى تحدى مشاعر العرب والمسلمين باعلانه فتح نفق يصل أراضى القدس الغربية بالقدس الشرقية بل يصل إلى قلب المدينة الإسلامية. فعاد الصدام بين الفلسطينين والاسرائيلين فى القدس، فانقض الجنود الاسرائيليون على المسلمين بعد صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى يوم ٢٧ سبتمبر ١٩٩٦ م وقتلوا ثلاثة وجرحوا ١٢٠ شخصًا، ولكن المصادمات استمرت وبلغ عدد الضحايا آخر الأمر خمسة وسبعين من القتلى و ١٥٠ جريح. "واستمر التوتر خلال عام ١٩٩٧ وبداية عام ١٩٩٨، ولكن إسرائيل كانت تخرج من وقت لآخر بمشروعات استيطان جديدة تتضمن تغير الهيكل المعمارى والسكانى للمدينة، وكان العرب والمسلمون يعارضونها بشدة، وكان بناء المستوطنات بمثابة إعلان من جانب إسرائيل بأنها سوف تتمادى فى التمسك بالقدس العربية الإسلامية، فى حين يزداد إصرار العرب والمسلمين على تخليص المدينة المقدسة من قبضة الاحتلال". د. محمد عنانى