للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٤) المؤلف نفسه: Die religios-Politischen Oppositionspar-teien im alter Islam، فى (Abh. Ges. Wiss. Gott وهى سلسلة جديدة، رقم ٢) وما بعدها.

الأبيارى [بول Fr.Buhl]

[صفية بنت حيى]

ابن أخطب، زوج النبى محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] (١). ولدت بالمدينة المنورة، وكانت تنتسب إلى قبيلة بنى النضير اليهودية، وكان أبوها وعمها أبو ياسر من بين ألد أعداء النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وعندما طردت قبيلتهم من المدينة فى سنة ٤ هـ كان حيى بن أخطب من بين من استقروا فى خيبر، هو وكنانة بن الربيع، الذى تزوجت به صفية فى نهاية سنة ٦ أو أوائل سنة ٧ هـ، وكانت تبلغ من العمر إذاك ١٧ سنة تقريبًا. ومن الأخبار المتواترة أنها كانت فيما سبق زوجة سلام بن مشكم الذى طلقها.

وعلى إثر سقوط خيبر فى صفر سنة ٧ هـ أسرت صفية فى حصن قد يكون القموص أو نزار، مع اثنتين من بنات عمومتها. وعند تقسيم الأسلاب كانت من نصيب، أو هى قد وهبت بالفعل، لدحية بن خليفة الكلبى، ولكن محمدًا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] افتداها من دحية بسبعة رؤوس من الماشية، ورغبّها فى اعتناق الإساوم. أما زوجها فقد حُكم عليه بالإعدام وذلك فى خيبر ذاتها أو فى الصهباء، التى تبعد عنها نحوًا من ثمانية أميال، فى الطريق إلى المدينة. وكان عتق صفية صداقها، ومن ثم لبست الحجاب، وبذلك دعمت مركزها كزوجة، وهو أمر كان فيما يبدو موضع شك فى بداية الأمر.

أما فى المدينة؛ يبدو أنها عاشت بعد ذلك فى عزلة عما حولها، لأننا لا نعثر على أى ذكر لها خلال السنوات التى سبقت وفاة النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فيما عدا رواية تبين كيف أنها قد أعربت، أثناء مرضه الأخير، عن حبها له، كما كانت على علاقة طيبة بفاطمة بنت النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-]. وفى سنة ٣٥ هجرية انحازت صفية إلى جانب عثمان، إذ قامت وقت أن كان محاصرًا فى داره، بمحاولة فاشلة للوصول إليه، ودأبت


(١) يريد أنها إحدى زوجاته الإحدى عشرة، وكانت صفية السادسة حين بنى بها رسول اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-].