للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٣٥٤ م)، ودعى أخوه حسن لارتقاء العرش مرة أخرى.

[المصادر]

(١) Gesch. der Chalifen: Weil جـ ٥، ص ٤٩٠ - ٤٩٩.

(٢) المنهل الصافى باريس، المخطوط العربى ٢٠٦٨ - ٢٠٧٣ تحت مادة "الملك الصالح صالح"

صبحى [سوبرنهايم Sobernheim]

[الملك الصالح]

عماد الدين إسماعيل ابن السلطان محمد الناصر من بيت قلاوون، نصب سلطانًا وعمره ١٧ سنة بعد عزل أخيه أحمد (٧٤٣ هـ = ١٣٤٢ م)، وكانت قسوته قد أثارت غضب الأمراء عليه، وعد عماد الدين شابًا فاضلا تقيًا، إلا أنه وقع من بعد تحت تأثير حريمه اللائى كنَّ وبالا عليه، ذلك أنه بعد أن أقام العمال الجدد فى المناصب الإدارية الكبرى فى الولايات، شرع فى وضع حد لدسائس أخيه رمضان، وسرعان ما قبض عليه وقتله، ثم راح يقاتل أخاه أحمد فى الكرك، واقتضاه ذلك جهدًا كبيرًا ونفقات طائلة أنفقها على الجيش؛ وحاول أن يكسب البدو الذين يقيمون فى تلك النواحى إلى جانبه حتى يتعذر على أحمد الحصول على المؤن، إلا أن يقظة أحمد أحبطت هذه المحاولة؛ وقد خشى إسماعيل من ناحية أخرى أن يفقد العون الذى كان ينتظره، ذلك أن وزيره نفسه كان يفاوض أحمد سرًا. وفى مستهل سنة ٧٤٤ هـ (١٣٤٤ م) نصب أميرًا آخر وزيرًا وأنفذ حملة على الكرك، واستطاع بهذه الحملة أن يستولى على المدينة وعلى القلعة جميعًا عندما بلغته النجدات فى مستهل سنة ٧٤٥ هـ. ووقع أحمد فى الأسر، ثم خنق فى سجنه بعد ذلك ببضعة أيام. واستنفد إسماعيل فى قتاله مع أحمد كل وقته وموارده حتى أهمل كل شئ عدا القتال؛ وقد صرف كل وقته وقوته فى الحروب التى شنها على إخوته وفى الانغماس فى الملذات. وكان البلاط ينفق نفقات باهظة حتى قلت موارد الدولة، وكثيرًا ما افتقر إلى المال اللازم للحملات العسكرية الضرورية. واستغل أعداء دولة المماليك الألداء