هو على بن بويه، كان أكبر ثلاثة إخوة من الدَّيْلم -وإن كان أقلهم شهرة- أسسوا أسرة البويهيين. عمل فى البداية مع رهط من أهله فى خدمة نصر بن أحمد السامانى من سنة ٣٢١ هـ إلى ٣٢٩ هـ، ثم فى خدمة قائده فى فارس "ماكان بن كاكى" حيث خدع الأخير لصالح عدوه "مرداويج" والذى استولى منه أيضا فى ظروف مريبة على حكم "كدج" و"ماه البصرة" [بفضل علاقاته مع وزير حاكم "الرى" ووالد "ابن العميد" الذى أصبح وزيرا فيما بعد]. وعن طريق الرشاوى المقنعة وإغداق الأموال المسحوبة من الخزائن والمخازن وخصوصا فى "خرَّامس" التى دبر للاستيلاء عليها، واستقطب حوله عددا كبيرا من الدَّيلم ممن كانوا يعرضون خدماتهم لمن يدفع أكثر. وأثار هذا بطبيعة الحال مخاوف "مرداويج" الذى أعد العدة لمهاجمته. بيد أن "عليا" أخذ زمام المبادرة، واحتل أصفهان -فإن لم يستطع الاحتفاظ بها إلا لفترة قصيرة- واحتل قلعة "أرجان" نهائيا ونصب نفسه عليها بعد حركة تمرد واسعة. وفى السنة التالية خلع ياقوت حاكم الخليفة من "فارس" على الرغم من الدعم الذى كان يلقاه هذا الأخير من "البريدى" الحاكم المستقل للبصرة. وتحت تهديد العداء المركب من كل أعدائه، حصل من "ابن مقلة" وزير الخليفة على اعتراف رسمى باعتباره "مقطع" منطقة فارس، وحاول أن يفاوض "مرداويج" ونجا أخيرا من محاولة اتهامه بالتورط فى اغتيال مرداويج فى بداية سنة ٣٢٣ هـ/ ٩٣٥ م. وهكذا أصبح سيد الموقف فى وسط فارس، حيث مزج فى سياسته بين القوة والدبلوماسية تجاه أمراء المناطق المجاورة أو حكامها. وأرسل أخوه الحسن (ركن الدولة فيما بعد) ليحتل "الرى"، بينما بسط أخوه أحمد (معز الدولة فيما بعد) نفوذه على كرمان وخوزستان، واستولى فى النهاية على بغداد وأخضع الخليفة لإمرته سنة (٣٣٤ هـ/ ٩٤٥ م). ومنذ ذلك الحين اكتسب الإخوة الثلاثة الألقاب الشرفية التى اشتهروا بها فى