كان لتأسيس بغداد تأثير بعيد المدى مشابه للتأثير الذى حدث عندما انتقلت عاصمة الامبراطورية الرومانية من روما إلى القسطنطينية وترتب على ذلك تغير مركز الثقل فى الامبراطورية.
كانت العاصمة [أى دمشق] حتى ذلك الوقت، تقع فى منطقة خاضعة لتأثير الحضارة الهيلنستية منذ عصر الإسكندر، ولكن ترتب على انتقال مركز الخلافة إلى بغداد أن ضعف هذا التأثير وحل محله التأثير الساسانى الفارسى، وإلى هذه المنطقة تنتمى العراق مما كان له أثره فى تصميم المدينة الجديدة التى توجد عنها بيانات مفصلة فى اليعقوبى والخطيب يمكن على هديها إعادة بنائها على الرغم من أنه لا يوجد أى أثر لبغداد المنصور التى شرع فى وضع أساسها فى عام ١٤٥ هـ/ ٧٦٣ م وتم الفراغ من بنائها عام ١٤٩ هـ/ ٧٦٦ م، وكانت المدينة ذات تصميم دائرى، (شكل ١٣).
(شكل ١٣) مسقط أفقى لمدينة بغداد.
ويحيط بها سوران أحدهما خارجى والآخر داخلى بينهما فصيل يبلغ عرضه حوالى ٣٥.٤٠ م، ويبلغ ارتفاع السور الخارجى حوالى ١٤ م وسمكه ٤ م، بينما يبلغ ارتفاع السور الداخلى هو والشرفات التى تعلوه حوالى ١٧ م وسمكه ٥ م.
وكان يوجد بين كل باب والآخر برج وعددها ثمانية وعشرون برجًا ويبلغ ارتفاع كل برج منها ما يقرب من مترين ونصف المتر [إلا أنه كان يوجد برج إضافى بين كل من بابى البصرة والكوفة وعلى ذلك كان عدد الأبراج فى هذا الجانب ٢٩ برجا]